صوم رمضان للصوم فضلٌ عظيمٌ وأهمية كبيرة؛ فصوم رمضان يُعتبر أحد أركان الإسلام الخمسة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بُنِيَ الإسلامُ على خمسةٍ؛ على أن يُوَحَّدَ اللهُ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وصيامِ رمضانَ، والحجِّ، فقال رجلٌ: الحجُّ وصيامُ رمضانَ؟ قال: لا، صيامُ رمضانَ والحجُّ، هكذا سمعتُهُ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ)[١] وفي رمضان ليلة عظيمة هي ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفي الصوم وقاية لنفس الصائم من اتّباع الهوى والانقياد خلف مكائد الشيطان، وفي الصوم تهذيب لنفس الصائم ولسانه وجوارحه عن ارتكاب المعاصي، كما أنّ الصوم سبب في حصول العفّة والطهارة للصائم. شروط صيام رمضان تنقسم شروط الصيام بشكل عام إلى ثلاثة أقسام؛ شروط وجوب، وشروط صحة، وشروط أداء على تفصيل بين المذاهب الفقهية فيها، وفيما يلي يبيّن ذلك:[٢] مذهب فقهاء الحنفية في شروط الصيام تنقسم شروط الصيام عند فقهاء الحنفية إلى ثلاثة أقسام: شروط وجوب: هي ثلاثة شروط أوّلها: الإسلام، فلا يجب الصيام على الكافر؛ وذلك لأنّ الخطاب بالصوم لم يُتوجّه إليه. الشرط الثاني: العقل؛ فلا يجب الصيام على المجنون وقت جنونه، ولا يجب على المغمى عليه وقت الإغماء، ولا على النائم وقت النوم، الشرط الثالث: البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبيّ ولو كان مُميّزاً. شروط وجوب الأداء: وهما شرطان؛ الأول: الصحة؛ فلا يجب أداء الصوم على الشخص المريض، وإن كان واجباً عليه قضاؤه بعد شفائه من مرضه، الشرط الثاني: الإقامة، فلا يجب أداء الصوم على المسافر، وإن كان واجباً عليه القضاء. شروط صحة الأداء: وهما شرطان؛ الأول: طهارة المرأة من الحيض والنفاس؛ فلا يصح للمرأة الحائض أو النفساء أداء الصيام وإن كان في الأصل واجباً عليهما. الشرط الثاني: النية؛ فلا يصحّ أداء الصوم إلا مع وجود نيّة الصوم؛ وذلك تمييزاً للعبادات عن العادات، ويكفي في النية حضورها في القلب، ومن السُنّة التلفُّظ بها، ووقت النية من بعد غياب شمس كل يوم إلى ما قبل نصف النهار في اليوم التالي. مذهب فقهاء الشافعية في شروط الصيام تنقسم شروط الصيام عند فقهاء الشافعية إلى قسمين: شروط وجوب: وهي أربعة شروط؛ الأول: البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبيّ؛ لكنّه يؤمر به إذا بلغ سبع سنين، ويُضرب إذا ترك الصيام وهو ابن عشر سنين. الشرط الثاني: الإسلام؛ فلا يجب الصيام على الكافر؛ لأنه غير مخاطب به. الشرط الثالث: العقل؛ فلا يجب الصيام على المجنون وقت جنونه، ولا السكران وقت سُكره، ولا المغمى عليه وقت إغمائه؛ حيثُ يلزمه قضاؤه بعد إفاقته. شروط صحة: وهي أربعة شروط؛ الأول: الإسلام وقت الصيام، فلا يصحّ الصيام من كافر أصلاً، ولا مرتدّ. الشرط الثاني: التمييز، فلا يصحّ الصيام من شخص غير مميِّز. الشرط الثالث: الطهارة من الحيض والنفاس والولادة وقت الصوم. الشرط الرابع: أن يكون الوقت الذي يصوم فيه الشخص قابلاً للصوم؛ فلا يصحّ صوم يومي العيد وأيام التشريق. مذهب فقهاء المالكية في شروط الصيام تنقسم شروط الصوم عند فقهاء المالكية إلى ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط: وهما شرطان؛ الأول: البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبي. الشرط الثاني: القدرة على الصوم؛ فلا يجب الصيام على العاجز عنه. شروط صحة فقط: وهما ثلاثة شروط؛ الأول: الإسلام؛ فلا يصحّ صيام الكافر. الشرط الثاني: أن يكون الزمان قابلاً للصوم فيه، فلا يصحّ الصوم يوم العيد. الشرط الثالث: النيّة؛ فلا يصح الصوم بدون وجود النية. شروط وجوب وصحة معاً: وهي ثلاثة شروط؛ الأول: العقل؛ فلا يجب الصوم على المجنون ولا على المغمى عليه. الشرط الثاني: نقاء المرأة من دمّ الحيض والنفاس، فالصوم لا يجب على الحائض ولاعلى النفساء ولا يصحّ منهما. الشرط الثالث: دخول شهر رمضان فلا يجب صوم رمضان قبل ثبوت هلاله، بل ولا يصحّ. مذهب فقهاء الحنابلة في شروط الصيام شروط الصوم عند فقهاء الحنابلة ثلاثة أقسام: شروط وجوب فقط: وهي ثلاثة شروط: الإسلام؛ فلا يجب الصوم على الكافر. الشرط الثاني: البلوغ؛ فلا يجب الصيام على الصبي. الشرط الثالث: القدرة على الصوم؛ فلا يجب الصوم على العاجزعن الصيام لكِبَر سنّه أو لمرض لا يُرجى شفاءه. شروط صحة فقط: وهي ثلاثة شروط؛ الأول: النية، ووقتها من غروب الشمس إلى طلوع الفجر؛ إذا كان الصوم فرضاً كصيام رمضان، أمّا إذا كان الصوم نافلة فتصحُّ النية في النهار ولو بعد زوال الشمس. الشرط الثاني: انقطاع دم الحيض عن المرأة. الشرط الثالث: انقطاع دم النفاس عن المرأة. شروط وجوب وصحة معاً: وهي ثلاثة شروط: الأول: الإسلام؛ فلا يجب الصوم على الكافر ولا يصحّ منه، الشرط الثاني: العقل، فلا يجب الصوم على المجنون، بل ولا يصحّ منه. الشرط الثالث: التمييز فلا يصحّ الصوم من شخص غير مميّز مثل الصبي الذي لم يبلغ سبع سنين. معنى صوم رمضان الصّوم في اللُّغة: الإمساك عن المأكل والمَشرب.[٣] قال ابن فارس في مقاييس اللغة: الصاد والواو والميم أصل يدل على الإمساك والركود في مكان، ومن ذلك صوم الصائم، أي؛ إمساكه عن مطعمه ومشربه وسائر ما منعه.[٤] الصّوم في الاصطلاح فهو: الإمساك عن الطّعام والشّراب والجِماع.[٥] رمضان في اللغة مأخوذ من الرَّمض، وهو حرّ الحجارة من شدّة حرّ الشّمس، والاسم منه الرّمضاء، وأرض رَمضة بالحجارة، ومن هنا سُمّي رمضان لأنّه فُرِضَ في شدّة الحر،[٦] ورمضان اسم للشهر المعروف، قيل في تسميته إنّهم لما نقلوا أسماء الشّهور من اللّغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي وقعت فيها، فوافق هذا الشّهر أيام رمض الحرّ، فُسمِّي بذلك.[٧] مبطلات الصيام يبطُل الصيام إذا قام الصائم بأحد الأمور التالية:[٨] أن يقوم الصائم بالأكل أوالشرب عامداً من غير نسيانٍ، أو خطأ، أو إكراه، سواء أكان الأكل أو الشرب مما يتغذّى به، أو مما لا يتغذّى به. أن يقوم الصائم بالتقيّؤ عامداً متعمداً. أن يقوم الصائم بمجامعة زوجته في نهار رمضان. أن يقوم الصائم بالاستمناء؛ أي أن يقوم قاصداً إخراج المني، سواء كان ذلك باليد، أو غيرها، أو عن طريق مداعبة الزوجة. أن تكون المرأة حائض أو نفساء. أن يعقد الصائم نيّة الصيام، بشرط أن تكون نيّته جازمة لا ينقصها إلا التطبيق.
0 التعليقات:
إرسال تعليق