About

This is default featured slide 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

الأربعاء، 17 يوليو 2019

ما الحكمة من الاغتسال بعد غسل الميت

ما الحكمة من الاغتسال بعد غسل الميت

إنّ العلماء قالوا ان الاغتسال بعد غسل الميت هو مستحب وليس بواجب كما ورد في بعض الاحاديث عن ابن عمر رضي الله عنها قال :
كنا نغسل الميت فمنا من يغتسل ومنا من لا يغتسل. رواه الخطيب وصححه الحافظ بن حجر .
وقال العلماء ايضا انه يفضل التغسيل بعد غسل الميت او المقصود به التروش حيث ذكر انه صل الله عليه وسلم سيدنا محمد كان يغتسل بعد غسل الميت.
واتفق العلماء على ان الوضوء بعد غسل الميت واجب على المسلم عند اتفاق اهل العلم والعلماء .

ما الحكم المستفادة من الموضوع

إنّ المسلمين يتعظوا بوجود الموت حيث أنه عند غسل الميت يستمد المسلم فيه قوة ويرى فيها الموت أمامه.ويتعظ بوجود القبر والموت والحساب ويراجع المسلم حساباته عن الاخرة والقبر والموت.
ولقد شرع الله الغسل لما فيه من استشعار المسلم لنفسه انه ضعيف امام الله وحده لاشريك له ويستمد القوة وينشط الجسم بعد الاغتسال .

من القضايا التي تفيد عند الغسل

يجب على المسلم عند غسله للميت ان يكون متوضئا كما ذكرنا سابقا . هناك بعض الاشياء التي يجب اتباعها عند غسل الميت حيث انه لا يجوز لمس عورة الميت يجب ان يكون غسله من وراء شي خرقة او اي شي يمنع لمسها . حيث ان هذا ينقض الوضوء ويجب عند ذلك اعادة الوضوء.

ما حكم غسل الميت

غسل الميت كما قال الرسول صل الله عليه وسلم فرض كفاية على المسلمين حيث امر به الرسول صل الله عليه وسلم مرة واحدة كما يغتسل الشخص العادي من الرأس الى القدمين ويحبب ويفضل كما يكون الوضوء يكون الغسل للميت.

ما هو اللبس المحبب به للميت

إنّ أفضل شي ليكون لبسا للميت عند دفنه هو ثلاث لفائف كما كان يفعل الرسول صل الله عليه سلم .ولكن يجوز في قميص وازار ولفافة او لفافة واحدة فقط ولكن يفضل ثلاث لفائف لدفن الشخص الميت.

يجب علينا عند غسل الشخص الميت أن نقوم بغسله ثلاثاً أو خمساً أو سبعاً حسب الوتر وما يحقق له النظافة أكثر وباتباع الوضوء على الجسد كلّه ويطيّب الميت بالطيب أي العطر الحسن لتحسين راحته ويكون في الرأس واللّحية والاماكن المخفية إلا إذا كان محرماً أي محرم لا يجوز التطيّب على الشخص الميت في هذه الحالة.

ما الحكمة من اخفاء ليلة القدر


ليلة القدر تعدّ ليلة القدر من الليالي المباركة التي اختصها الله سبحانه من بين الليالي ليُنزّل فيها القرآن الكريم وتكون العبادة فيها خير من عبادة ألف شهر، وقد ذكر في سبب تسميتها أنّ الله سبحانه يقدّر فيها ويكتب ما سيجري في ذلك العام، وقيل أيضاً إنّها سمّيت بالقدر نسبة إلى الشرف؛ كأن نقول فلاناً ذا قدر عظيم أي ذو شرف وشأن عظيمين وقيل لإنّ العبادة فيها لها قدر عظيم. إنّ ليلة القدر هي إحدى ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان، وهي ليلة مُفردة، إلّا أنّ الله سبحانه لم يُخبرنا بيوم محدّد لها، وذلك لعدّة أسباب سنذكرها في هذا المقال. الحكمة من إخفاء ليلة القدر أخفى االه تعالى الطاعة الأفضل حتّى يُقدم الإنسان على فعل جميعها، وأخفى غضبه في المعاصي لبيتعد الإنسان عن جميعها، وأخفى اسمه الأعظم ليعظّم الإنسان جميع أسمائه، وأخفى ليلة القدر ليعظّموا جميع ليالي رمضان؛ فمعرفة ليلة القدر يجعل الإنسان يُقدم على العبادة والدعاء في تلك الليلة فقط، أمّا عدم علمه بيومها سيجعله يُقدم على العبادة في جميع أيّام شهر رمضان خاصّة في العشر الأواخر منه. تُكسب طاعة الله سبحانه في ليلة القدر مع العلم بها الإنسان ثواب ألف شهر وبالمقابل فإنّ معصيته في تلك الليلة مع العلم بها أشدّ من معصيته مع عدم العلم بها، والله تعالى رحيمٌ بعباده، ودفع العقاب أولى من جلب الثواب لذلك أخفاها سبحانه عن عباده. كيفية تحصيل ليلة القدر وفقاً لكروية الأرض ودورانها حول الشمس يعني أنّ الليل عند إحدى البلدان يكون نهاراً عند غيرها؛ فيتساءل البعض عن كيفية تحصيلها مع هذا الاختلاف، وقد وجدت عدّة آراء في هذا الخصوص، إلّا أنّ أفضلها هو من صوّر ليلة القدر بالراكب الذي يبدأ السير من نقطة محدّدة ويسير في اتجاه واحد؛ والذي سيلف الكرة الأرضية كاملة حتّى يصل إلى النقطة التي بدأ منها؛ وهكذا هي ليلة القدر، حيث تصل إلى أهلّ كل بلد في فترة ليلهم، وهذا التفسير هو ما يتوافق مع سنّة الله سبحانه في خلق الكون على هذا الشكل، ولو أراد الله سبحانه الرجوع بنا في تحديد ليلة القدر إلى زمنٍ واحد عند كلّ أهل الأرض لجعل الزمان واحداً وما خلق هذا الاختلاف. فضل ليلة القدر أُنزل فيها القرآن الكريم. كتب فيها الله سبجانه الأعمار والأرزاق خلال العام. تنزل فيها الملائكة إلى الأرض بالخير، والبركة، والرحمة والمغفرة.


ما الحكمة من تكرار آية فبأي الاء ربكما تكذبان


فضل سورة الرحمن وسبب نزولها نزل القرآن الكريم على النبي محمدٍ -صلّى الله عليه وسلّم- متتابعاً بحسب المواقف، والظروف التي يمرّ بها، ومن ذلك نزول سورة الرحمن، حيث كان نزولها لأكثر من سببٍ ذكره العلماء، فقد قيل إنّ سبب نزولها يتمثّل بأنّ المشركين الذين تساءلوا عن الرحمن، حين نزلت الآية الكريمة: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)،[١] فقد كان جزءٌ من الإجابة على كلامهم، التعريف بالرحمن، في سورةٍ كان مطلعها اسم الله -تعالى- الرحمن، وقد ورد كذلك أنّ المشركين زعموا أنّ القرآن الكريم هو تعليم أحد البشر للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله -تعالى- سورة الرحمن؛ ليؤكّد أنّ القرآن هو تعليم الرحمن للنبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، وورد أيضاً من أسباب نزول سورة الرحمن، أنّ أبا بكرٍ -رضي الله عنه- قد ذكر يوم القيامة مرّةً؛ فخاف وجزع من أحداثه ووزنه، ومن ذكر الجنة والنار، فقال: (وددتُ أنّي كنتُ خضراءَ من هذه الخضر تأتي على بهيمة تأكلني، وأني لم أُخلَق)، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ).[٢][٣] وأمّا مميزات وفضائل تلك السورة الكريمة فإنّها كثيرةٌ، فإنّ أسلوب الآيات وتنسيق الكلمات فيها بديعٌ، وافتتاحها باهرٌ بذكر اسمٍ من أسماء الله الحسنى؛ وهو الرحمن، وقد عدّد الله فيها الكثير من النعم على الإنسان، وامتنّ عليه بها، وقد كان أولها: أن علّم الإنسان القرآن، وإنّ الله -تعالى- قد استخدم فيها أسلوب الترغيب والترهيب، إذ ذكر شيئاً من أهوال يوم القيامة، وعذاب المجرمين الأشقياء، ثم ذكر شيئاً من التفصيل المقام الرفيع للمؤمن صاحب الخشية لله تعالى، وذكر التحدّي من الله -تعالى- للثقلين؛ الإنس والجنّ، بأن يكذّبا كلّ تلك القدرات والنعم، والتجلّيات التي أوضحها الله في كونه، وكلّ تلك المميزات ظهرت جليّاً في السورة.[٣] الحكمة من تكرار الآية إنّ ممّا ميّز سورة الرحمن عن سواها، ورود آيةٍ تكرّرت إحدى وثلاثين مرّةً، والآية الكريمة هي قول الله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)،[٤] ولقد كرّر الله -سبحانه- استخدام بعض الآيات في القرآن الكريم، ومنها تلك الآية الكريمة، التي جاء تكرارها لهدفٍ مميزٍ عن سواها؛ وهو التكرار لتوكيد النِعم، والتذكير بها، فإنّ الله -تعالى- قد عدّد الشيء الكثير من النعم في سورة الرحمن، وكان في كلّ مرةٍ يذّكر في تلك الفضائل والنعم، بقوله: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)،[٤] فواجب المؤمن أن يدرك فضل الله -تعالى- عليه، وأنّه المستحق للشكر والطاعة، بما امتنّ الله به على عباده، وألّا يكذّب المسلم أو ينكر شيئاً من تلك الأفضال، قال ابن قتيبة: (من مذاهب العرب التكرار للتوكيد والإفهام، فلمّا عَدَّد اللهُ -تعالى- في تلك السورة نعماءَه، وأذكَرَ عِبَادَه آلاءَه، ونبَّههم على قُدرته، جعل كلّ كلمةٍ من ذلك فاصلةً بين كلّ نِعمتين، ليُفَهِّمهم النِّعم ويُقَرِّرهم بها، كقولك للرجل: أَلم أُبَوِّئْكَ مَنْزِلاً، وكنتَ طريداً؟ أفتُنْكِرُ هذا؟ ألم أحُجَّ بك وأنت صَرُورَةٌ وهو من لم يحج سابقاً، أفَتُنْكِرُ هذا).[٥][٦] التكرار في القرآن الكريم ورد ذكر بعض الآيات الكريمة أكثر من مرةٍ في القرآن الكريم، سواءً في نفس السورة، أو في سورٍ مختلفةٍ، ويُقصد بالتكرار في ذكر الآيات الكريمة، بأن تتكرّر الجملة، أو الكلمة عدّة مراتٍ، لتفيد التوكيد، أو التهويل، أو التعظيم، أو ما سوى ذلك، ويعدّ التكرار الوارد في القرآن الكريمة، من الفصاحة والجمال في اللغة، وحتى يُفهم ذلك، فقد فصّل العلماء الغرض من التكرار في كلّ آيةٍ تكرّرت في القرآن الكريم، وفيما يأتي ذكرٌ لبعض أنواع التكرار المستخدم في القرآن الكريم، وأمثلةٌ على ذلك من الآيات القرآنية:[٥] تكرار اللفظ والمعنى: وهو أن يتكرّر اللفظ في أكثر من موضعٍ، ولا يُقصد فيه نفس المعنى، وهو على شكلين كذلك: مفصولٌ وموصولٌ: موصولٌ: كتكرار كلمةٍ من ضمن آية؛ كقول الله تعالى: (هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ)،[٧] وقوله: (كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا).[٨] مفصولٌ: كبعض الآيات التي تكرّرت كاملةً، سواءً أكان ذلك في نفس السورة، مثل قول الله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)،[٩] فتكررت في سورة الشعراء، ثماني مرّاتٍ، أم في سورةٍ مختلفةٍ، مثل الآية الكريمة: (وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ)،[١٠] فتكرّرت في ست سورٍ مختلفةٍ؛ هن: سورة يونس، والأنبياء، والنمل، وسبأ، ويس، والملك. تكرار المعنى دون اللفظ: وهو تكرار الحديث في مضمونٍ واحدٍ، دون استخدام نفس الألفاظ وترتيبها، مثل ذكر قصص الأنبياء، أو الحديث عن الجنة والنار، والساعة، وغير ذلك. وفي الحكمة من ذلك قال ابن تيمية بأنّه لا يوجد تكرارٌ محضٌ في القرآن الكريم، بل إنّ كلّ ذكرٍ للآية أو الكلمة في مكانها، لها معنى أراده الله سبحانه، فعلى سبيل المثال، قد وردت قصة موسى مراراً في القرآن الكريم، إلّا أنّه في كلّ موضعٍ من ذلك أراد الله -سبحانه- استدلالاً مختلفاً عن المواضع الأخرى، وكذلك فقد ذكر القرآن الكريم أسماءً كثيرةً للنبي محمدٍ صلّى الله عليه وسلّم، إلّا أنّه قصد ذاتاً واحدةً من كلّ منها، مع تعدد الدلالات لكلّ اسمٍ عن الأسماء الأخرى، وكذلك الأسماء التي أطلقت على القرآن الكريم، منها: قرآنٌ، وفرقانٌ، وهدى، وبصائر، وشفاءٌ، ونورٌ، وكلّ واحدٍ منهم ذكر معنى مختلفاً عمّا سواه، ولحكمةٍ شاءها الله تعالى.[٥]


ماذا لو احبك الله


حب الله لعباده خلق الله -تعالى- الإنسان، ونفخ فيه من روحه، وفضّله على كثيرٍ من المخلوقات، فأسجد الملائكة لآدم عليه السلام؛ رفعاً لقدره وقدر ذريته ومنزلتهم، وسخّر الله -عزّ وجلّ- الكون بكلّ ما فيه لخدمة الإنسان، وتحقيق النفع والخير له، فأطعمه، وسقاه، وآواه، وشافاه عند مرضه، وعافاه عند سقمه، وإنّ من واجب الإنسان عبادة الله -عزّ وجلّ- على الوجه الذي يرضاه، فذلك مدعاةً لحبّ الله -تعالى- لعبده، ومن الجدير بالذكر أنّ حبّ الله -تعالى- لعباده لا يُشبه حبّ البشر للبشر، فالبشر يُحبّون بعضهم البعض لحاجةٍ يجدوها عند المحبوب، بينما حبّ الله -تعالى- لعباده حبّاً ليس متبوعاً بطلبٍ أو حاجةٍ، فالله -تعالى- هو الغنيّ، وهذا الحبّ هو حبّ القويّ للضعيف، وحبّ العظيم للصغير، وقد قدّم الله -عزّ وجلّ- في القرآن الكريم حبّه لمخلوقاته على حبّ مخلوقاته له، فقال في مُحكم كتابه الكريم: (فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ)،[١] وإنّ هذا من فضل الله على عباده، ولطفه، ورحمته بهم، وقد جاء في سبب تقديم الله -عزّ وجلّ- حبه لعباده على حبّ عباده له؛ بأنّ حب العباد لله -تعالى- لا يكون إلّا بتسخير الله -تعالى- قلوبهم لذلك، والله يُسخّر قلوب من يُحبّهم ليُحبّوه، هذا بالإضافة إلى بيان معنى الاستمرارية الذي دلّ عليه استخدام الفعل المضارع، وقد بيّن الله -تعالى- حبّه لعباده بوجوهٍ عديدةٍ، فمنهم من سمّاهم الله -تعالى- بأسمائهم في كتابه العظيم، ومن ذلك قوله: (إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى*أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي الْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ الْيَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِي وَعَدُوٌّ لَهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي)،[٢] ومن أوجه محبة الله -تعالى- لعباده اتخاذه لإبراهيم -عليه الصلاة والسلام- خليلاً، وقد ورد في ذلك قول الله تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا).[٣][٤] دلائل وآثار محبة الله لعبده هناك مجموعة من الدلائل التي تدلّ المسلم على حبّ الله -تعالى- له، منها:[٥][٦] إشغال الله -تعالى- لعبده بمحبته وطاعته، فترى الذين يُحبّهم الله -سبحانه- يُسارعون إلى فعل الخيرات، ويحرصون على الالتزام بالطاعات، والبعد عن المنكرات، ويُحبّون ما يُحبّ الله عزّ وجلّ، وينفرون ممّا يبغضه، وترى ألسنتهم ذاكرة لله -تعالى- على الدوام، فتتيسّر أمورهم من حيث لا يحتسبون، وتتدبّر شؤونهم من غير ذلٍّ للبشر، ويُسدّد الله -تعالى- خطاهم ودروبهم وبواطنهم. اختيار الإنسان لأسهل الخيارات، واتصافه بالرفق واللين. القبول في الأرض، وما يدلّ على ذلك قول الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم: (إذا أحبّ الله عبداً نادى جبريل: إنّ الله يحبّ فلاناً فأحبّه، فيحبّه جبريل، فينادي جبريل في أهل السماء: إنّ الله يحبّ فلاناً فأحبّوه، فيحبّه أهل السماء، ثمّ يُوضع له القبول في الأرض)،[٧] ويُقصد بالقبول في الأرض أنّ الله -جلّ علاه- يُحبّب عباده به، فيجعل قلوب الناس تميل إليه، فيرضون عنه، ويُثنون على تصرفاته. ابتلاء الله -تعالى- لعبده، فقد جاء في السنة النبوية الشريفة أنّ ابتلاءات الله -تعالى- قد يخصّ بها عباده الذين يُحبّهم. التوفيق لعمل الخير والصلاح قبل أن يحين الأجل. إجابة الله -تعالى- لدعاء العبد، فهذا دليل على محبّته له، وكذلك من آثار محبة الله -تعالى- لعبده أن يُسدّد قوله وفعله. نجاته من عذاب الله تعالى، وما يدلّ على ذلك قول الله عزّ وجلّ: (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ).[٨] رحمة الله -تعالى- له، وحشره مع الذين يُحبّهم يوم يبعث عباده. حمايته من الفتن التي قد تظهر في الدنيا، وتؤثّر في دين الإنسان وعقيدته. أسباب حب الله لعباده حتى يفوز الإنسان بمحبة الله -تعالى- له، لا بُدّ من حبّه لما يُحبّ الله وبغضه لما يُبغض الله جلّ علاه، ومن الأمور التي تساعد على ذلك وتتسبّب بمحبة الله لعبده:[٦] الصبر؛ ويُقصد بذلك الصبر على الشدائد والمحن، والصبر على طاعة الله تعالى، واجتناب نواهيه. الأخذ بالأسباب والتوكّل على الله -عزّ وجلّ- صدق التوكل، وإنّ التوكّل على الله يشمل جلب النفع ودفع الشر. اتخاذ الإحسان منهجاً في المعاملة، وذلك في معاملة الإنسان للغير، وعبادته لله عزّ وجلّ. الجهاد في سبيل الله تعالى. بر الوالدين وطاعتهما، والصلاة على وقتها. الالتزام بأداء الفرائض، والحرص على أداء النوافل بعد ذلك، وما يدلّ على ذلك قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (ما تقرّب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممّا افترضته عليه، وما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبّهُ).[٩] الحرص على ذكر الله تعالى، والمواظبة على ذلك. المداومة على الأعمال الصالحة وإن قلّت. الالتزام بمكارم الأخلاق، بما فيها الحياء، والستر، والكرم، والحلم، والمسامحة، والأناة، والرفق، وغير ذلك. الإكثار من قول: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم، وما يدلّ على ذلك ما جاء في الحديث النبوي الشريف من قول الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن خفيفتان علي اللسان ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).[١٠] تجنب ما يُبغض الله تعالى، وما لا يُحبّ، ومن ذلك الكفر به، والاستكبار عن عبادته، والإساءة للآخرين والاعتداء عليهم، وظلم الناس، والإسراف، والمنّ، والإعجاب بالنفس، والتعالي على الغير.


ما الحكمة من حلق شعر المولود


الحكمة من خلق الله للإنسان تتعلّق الحكمة من خلق الإنسان بالدنيا والآخرة معاً، وكلّ الذي يكون قبل الحياة الدنيا أو بعدها فهو من الغيب الذي لا يعلمه إلّا الله، والذي يقصر نظرته على الحياة الدنيا فقط، ويزعم أنّ الغاية من خلقه هي أمور تتعلق بالدنيا؛ كالعمل والمتعة، فقد خاب وخسر، قال تعالى: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)،[١] وهي كما قال ابن عباس: يعرفون عمران الدنيا، وهم في أمر الدين جهّال، والحكمة من خلق الله للإنسان لا يمكن معرفتها إلّا بمعرفة ما قبل الخلق وما بعده، وهو أمرٌ لا يعلمه إلا الله، فلو أنّ أبانا آدم لم يعصِ الله -تعالى- بأكله من الشجرة التي نهاه عن الأكل منها، وبقي البشر يتناسلون ويتكاثرون وهم في الجنة، لما كان من حكم خلق الله للإنسان في الدنيا شيء، ومنها التكليف، وتحمّل الأمانة وعمارة الأرض، وإرسال الرسل، وإنزال الكتب، ولمّا كان هناك مطيعٌ أو عاصٍ، فقد كان لمعصية آدم لربه حكمة حتى وإن كان فيها مخالفةٌ للأمر الشرعي، فلو لم ينزل إلى الأرض لما عرف نعيم الجنة وقيمة الطاعة لله وضرر المعصية وأثرها، ثم أرادت حكمته أن يكون الناس على طائفتين، منهم الطائع ومنهم العاصي، وممّا نتج عن ذلك إرساله للرسل وما يكون من الأجر والثواب والنعيم لأتباعهم، والعقاب الأليم لمعارضيهم، وبناءً على ذلك فإنّ الحكمة الأساسيّة من خلق الإنسان هي العبادة، فالإنسان لم يُخلق عبثاً، وجميع البشر مخلوقون لغايةٍ واحدة لا اختلاف بينهم فيها، وهي متعلّقةٌ في الدنيا والآخرة، ثم إنّ الله عزّ وجلّ استخلف الإنسان في الأرض، وهو بمثابة الامتحان من الله، ومضمون الامتحان هو عبادة الله تعالى، والعبادة تكون من خلال العمل وفق ما أراده الله تعالى وأمر به.[٢] الحكمة من حلق شعر المولود من السنن التي سنّها رسول الله فيما يتعلّق بالمولود، حلق رأسه، والتصدق بوزن الشعر فضّة، قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (كلُّ غلامٍ رهينةٌ بعقيقتِه تُذبحُ عنه يومَ سابعِه، ويُسمَّى فيه ويُحلَقُ رأسُه)،[٣] واختلف العلماء في حلق شعر الأنثى، فذهب الشافعيّة والمالكيّة إلى أنّه سنةٌ كما في الذكر، وقال الحنابلة بالكراهة، فإنّ الحلق يؤثر في صحة الجنين إيجاباً، فشعر الطفل الذي يكون على رأسه حين ولادته قد يحمل بعض الميكروبات، مما يؤدي إلى انتقال هذه الميكروبات إلى البصيلات التي ستنمو بعد الولادة، ولذلك فإنّ حلق الشعر بعد فترةٍ طويلةٍ من الولادة لا فائدة منه، ففيه إماطةٌ للأذى عن الرأس، والتخلّص من الشعر الضعيف حتى ينمو ما هو أقوى منه، كما يساعد على فتح مسام الرأس حتى يخرج منه البخار بسهولةٍ ويسر، وفيه تقوية للحواس، ويساعد الحلق للشعر تماماً على نموّ شعرٍ أنعم من الأول، ولكن شرط أن يكون الحلق ضمن الأسبوع الأوّل بعد الولادة، والشعر الذي ينمو مكان المحلوق يكون مختلفاً عنه تماماً في النوع واللون والكثافة، وبالتالي ينبغي على الوالدين أن يعلما أنّ الشعر الذي يولد مع الطفل لن يكون نفسه شعره طوال حياته؛ حيث إنّ الشعر الجنيني إن لم يُحلق سيبدأ بالتساقط بعد فترة ويُستبدل بغيره، أمّا فيما يتعلّق بالحكمة الاجتماعية من حلق شعر المولود، ففيها تنميةٌ لقيمة روح التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع، ومشاركة الفقراء في الأفراح، كما تقضي على الأمراض الاجتماعية كالحسد والحقد، وفيه الحثّ على النظافة، والاهتمام بالشخصية المسلمة.[٤] أحكام المولود في الإسلام قبل بلوغ المولود وبداية سعيه من أجل القيام بما أمره الله به وتحقيق الغاية من خلقه، هناك أحكامٌ تتعلّق به ينبغي الحرص على فعلها من قبل غيره الكبار، ليعبد الإنسان ربه عن بصيرة، وفيما يأتي بيانٌ لبعض ما يتعلق بالمولود من الأحكام بشكل مفصّل:[٥] تحصين المولود قبل مجيئه؛ كما قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (لو أنّ أحدَكم إذا أتى أهلَه قال: بسمِ اللهِ، اللهم جَنِّبْنا الشيطانَ، وجَنِّبِ الشيطانَ ما رزقْتَنا، فقُضِيَ بينهما ولدٌ لم يَضُرّه).[٦] تعويذ المولود من الشيطان الرجيم؛ كما فعلت امرأة عمران حين أنجبت ابنتها مريم عليها السلام، فقالت: (رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَىٰ وَاللَّـهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)،[٧] وليس من شرط التعويذ أن يضع المعوّذ يده على الطفل، فيصل ولو كان كلٌّ منها في مكان. حمد الله عزّ وجلّ على الخلقة السويّة، وعدم المبالاة فيما إن كان المولود ذكراً أم أنثى. التأذين في أذن المولود؛ فإنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أذّن في أذن الحسن والحسين حين وُلدا، وأَمَر الناس بذلك. نسبة المولود إلى أبيه لا إلى أحد غيره. تحنيك المولود والدعاء له بالبركة؛ حيث كان يُؤتى بالمولود لرسول الله فيُحنّكه ويدعو له بالبركة، وقد اختلف العلماء في جواز التحنيك من غير النبيّ، فمنهم من قال أنّ التحنيك لا يكون إلّا من النبيّ، حتى يكون أوّل ما يدخل معدة الطفل هو ريق النبي الممتزج بالتمر، ومنهم من قال هو جائز لغير النبيّ، والمقصود منه أن يكون التمر هو أوّل ما يدخل جوف الطفل، وبناءً عليه فإن حنك المولود فلا حرج، وإن لم يُحنّك فلا حرج أيضاً، ويكون التحنيك أوّل ما يولد الطفل، والأصل فيه أن يكون بالتمر، فإن تعذّر فبأيّ شيءٍ حلو؛ كالعسل أو السكر مثلاً. التسمية، والأصل فيها أن تكون للأبوين، فإن تنازعا فهي للأب، وتجوز من غيرهما، ويسمّيه إمّا في اليوم الأول، أو الثالث، أو السابع، ويدخل تحت التسمية سنة التكنية - أي إعطاء الطفل كنية- إن كان المولود ذكراً، وتصغير اسمه أيضاً.


حب الاوطان من الايمان


الأوطان الأوطان اسم جمع، والمُفرد منه: وطن، وهو المكان الذي يقيم ويستقرّ فيه الإنسان وينتمي إليه سواءً وُلد فيه أم في غيره، ويُطلق على الوطن الأصلي أو الوطن الذي وُلد فيه الإنسان الوطن الأم،[١] وإنّ الإنسان قد جُبل وفُطر على حبّ وطنه؛ إذ إنّ الإنسان إذا وُلد في بلدٍ ما، ونشأ فيها، وترعرع في كنفها؛ فمن الطبيعيّ أن يحبّها، ويُواليها، وينتمي إليها، ويجدر بالذكر أنّ الله -تعالى- ربط حبّ الأوطان بحبّ النفس في القرآن الكريم، حيث قال: (وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِن دِيَارِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِّنْهُمْ)،[٢] وليس من السهل أن يفارق المرء وطنه الذي عاش في كنفه، ولذلك اعتُبرت هجرة الصحابة -رضي الله عنهم- من أعظم فضائلهم، فقد بذلوا وطنهم في سبيل الإسلام والدعوة، وممّا يؤكّد حب الإنسان لوطنه أنّ الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما هاجر إلى المدينة المنورة توجّه إلى الله -تعالى- بالدعاء أن يُحبّب المدينة المنورة إليه.[٣] حب الأوطان من الإيمان يظنّ بعض الناس أنّ مقولة (حب الأوطان من الإيمان) ممّا ورد من حديث الرسول صلّى الله عليه وسلّم، ولكنّ الصواب أنّ ذلك من الكذب والوضع عليه صلّى الله عليه وسلّم،[٤] وهذا لا يمنع أنّ من واجبات المسلم أن يكون وفياً ومُحبّاً لوطنه، وحامياً ومدافعاً عنه بكلّ ما يملكه ويستطيعه من قولٍ أو فعلٍ، وإنّ ما يؤيّد ذلك الفطرة السليمة النقيّة للإنسان، والعقيدة الإسلاميّة، وسنة الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وإنّ لحب الأوطان صور عديدة؛ منها: حبّ الأوطان بالسلوكات والأفعال السليمة والسويّة، مع الالتزام بالقيم والمبادئ الحسنة، والحرص على تقديم النصيحة للآخرين، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتضحية لأجل الوطن، والدفاع عنه، وإيثاره، وتقديمه على المصلحة الفردية، ويجدر بالفرد والأمة الالتزام بالأخلاق الكريمة، من العدل، والأمانة، والتسامح، والعفو وغيرها من محاسن الأخلاق التي تسمو بالمجتمع وترقى به إلى المكانة الرفيعة.[٥] وإنّ من الواجب على كلّ فردٍ أن يحافظ على تماسك الوطن، ويعمل على تنميته، ويسعى إلى ازدهاره، ويجدر التنبيه إلى أنّ حب الوطن يرتبط ارتباطاً وثيقاً بأفعال الأفراد وتصرفاتهم وليس فقط بالأقوال والشعارات والهتافات، ويجب على المسلم أن يُظهر حبّه لوطنه بالالتزام بالقوانين والأنظمة، والمحافظة والحرص على سلامة ممتلكاته، هذا وحريٌّ بكلّ فردٍ أن يؤدّي مهامّه ووظائفه بإخلاصٍ وحبّ، وأن يحافظ على مال الوطن وثرواته، ويعمل على نشر الأخلاق الفاضلة ويتحلّى بها، ولا بُدّ من نبذ أسباب الاختلاف والفرقة بين الأفراد والجماعات وإقامة شرع الله -تعالى- في كلّ الأمور،[٥] وإنّ من المعاني المرتبطة بحبّ الأوطان في الإسلام؛ تكاتف وتعاضد أفراد الوطن مع بعضهم البعض دون عصبيّةٍ، أو عنصريّةٍ، أو تفريقٍ، أو إقامة جماعات، وأحزاب، وفِرَق متباغضة ومتننافرة، فمن واجب المسلم أن يسعى لوحدة أفراد المجتمع والوطن.[٦] يجدر التنبيه إلى أنّه بالرغم من أنّ حب الأوطان من الأمور التي فُطرت عليها النّفس البشريّة؛ إلّا أنّ حب الوطن ليس من التكاليف الشرعيّة التي أمر بها الإسلام؛ إذ لا يترتّب عليه ثواب أو عقاب، أو مدح أو ذم، ولا يُؤاخذ المسلم به إلّا إذا ترتّب عليه تضييع واجب من الواجبات الشرعيّة، أو ارتكاب فعل من المُحرّمات والفواحش، أو تقديمه على محبة الله -تعالى- ومحبة الرسول صلّى الله عليه وسلّم.[٧] واجب المسلمين تِجاه الأوطان إنّ حبّ الأوطان مرتبط ارتباطاً وثيقاً بحب الدّين؛ فحبّ الوطن يتحقق بحبّ الدّين؛ إذ إنّ مبادئ وقيم الدين الإسلاميّ تحثّ على حبّ الوطن، حيث قال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عندما خرج من مكّة المكرّمة: (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ)،[٨] ويترتّب على المواطن والمُقيم في الوطن عدّة واجبات أيّدها ودلّ عليها الإسلام؛ بيانها على النحو الآتي:[٩] الدفاع عن الوطن في أيّ موقف يكون فيه الوطن بحاجة للدّفاع عنه، ويكون الدفاع عنه إمّا بالقول وإمّا بالفعل. مواجهة أيّ أمر يؤدّي إلى زعزعة أمن واستقرار وسلامة الوطن، وذلك بمختلف الوسائل، والطرق، والأساليب الممكنة. المساهمة الإيجابية بالقول، أو الفعل، أو الفكر، أو غير ذلك من الوسائل المُمكنة في خدمة الوطن، ورفعة منزلته، ورُقيّه؛ إذّ إنّ هذا الأمر واجب على كلّ فرد من أفراد الوطن؛ لأنّه يُحقّق مصلحة الأفراد جميعهم، ويعود عليهم بالنّفع والخير. تربية الأبناء على تقدير خيرات الوطن، ومقدّراته، والمحافظة على مرافقه. إدراك كلّ فرد من أفراد الوطن واجباته التي يجب أن يقوم بها دون أيّ تقصير؛ حيث إن ذلك يحقّق الحياة الكريمة والهانئة لجميع الأفراد. شعور الفرد بأفضال الوطن عليه، وتربيته على واجب ردّها من باب مقابلة الإحسان بالإحسان، وذلك من تعاليم الإسلام، حيث قال الله تعالى: (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ).[١٠] تآلف أفراد الوطن مع بعضهم البعض، ونشر أحاسيس ومشاعر التآخي والمحبّة والمودّة بينهم، ممّا يجعلهم كالجسد الواحد في مواجهة الظروف المختلفة التي تُواجه الوطن. قيام الفرد بالواجبات المتعلّقة بحقّ الجوار، والأخوّة، والقرابة، والأرحام؛ وفاءً، وحبّاً، وانتماءً لوطنه. تحقيق معنى ومهمّة الفرد في الاستخلاف في الأرض التي أوكلها الله -تعالى- له؛ حيث قال: (هُوَ أَنشَأَكُم مِنَ الأَرضِ وَاستَعمَرَكُم فيها)،[١١] حيث يسعى الفرد إلى اغتنام الخيرات والنعم التي جعلها الله -تعالى- في الأرض، مع ضرورة المحافظة عليها.


عدد الغزوات التي شارك فيها الرسول بنفسه


غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم شارك الرسول صلى الله عليه وسلم بالعديد من المعارك بدايةً من السنة الثانية من الهجرة حتّى وفاته، والتي كانت تهدف إلى الدفاع عن الإسلام والمسلمين وبثّ الريبةِ والخوف في قلوب المشركين والأعداء، فسميت هذه المعاركُ بالغزوات؛ وهي التي قادها الرسول صلى الله عليه وسلم ورفع بها رايةَ الجهاد. وتسمى عادةً باسم المنطقة التي حدثت فيها. معلومات عن غزوات الرسول حصلت معظم الغزوات في السنة 2هـ. بعض الغزوات انتهت دون قتال ولكن بتحقيق الغاية منها. كانت تسبق الغزوات بعثات أو سرايا بلغت 38 بعثة وسرية. ذُكرت بعض الغزوات في القرآن الكريم، منها ما ذكر بالتفصيل ومنها ما ذكر بالمجمل، ومنها ما ذكر بالاسم ومنها عُرف من المعنى. عدد غزوات الرسول التي شارك بها يبلغ عدد الغزوات التي شارك بها الرسول الكريم ثمانيةً وعشرين غزوةً، أشرف على بعضها دون أن يشارك بنفسه، وقاتل بعدد منها بنفسه وقد شاركته الملائكة في القتال بها، فعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: (رأيتُ عن يمينِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وعن شمالِه، يومَ أُحُدٍ، رجلَين عليهما ثيابٌ بياضٌ. ما رأيتُهما قبلُ ولا بعدُ. يعني جبريلَ وميكائيلَ عليهما السلامُ) [صحيح مسلم]. غزوات شارك بها الرسول الغزوات مكان وقوع الغزوة العام بدر منقطة بدر بين مكة المكرمة والمدينة المنورة 2هـ أحد بالقرب من جبل أحد 3هـ بني المصطلق منطقة المريسيع 5هـ الخندق المدينة المنورة 5هـ بني قريظة ضواحي المدينة المنورة 5هـ حنين وداي حنين 8هـ الطائف منطقة الطائف 8هـ


تاريخ غزوة خيبر

تاريخ غزوة خيبر

يوجد اختلاف على تاريخ غزوة خيبر، فقد ذكر ابن إسحاق وابن حجرأنها وقعت في محرم من السنة السابعة للهجرة، أي في أيّار من العام 628 ميلادي، وهو التاريخ المرجح، وهناك أقوالٌ أخرى بأنّها وقعت بعد غزوة الحديبية، في صفر أو ربيع الأول من السنة السابعة للهجرة كما ذكر الواقدي، أمّا ابن سعد فقد ذكر بأنها وقعت في جمادى الأولى من السنة السابعة للهجرة، واختلف الإمامان الزهري ومالك عن أقوال من سبقوا فقد ذكروا أنها وقعت في محرم من السنة السادسة للهجرة.

الدافع وراء غزة خيبر

محاسبة بقية المتآمرين على المسلمين في غزوة الأحزاب، بعد صلح الحديبية مع قريش، بقي اليهود، وأهل نجد، ولما كان يهود خيبر يشكّلون بؤرةً للتآمر وإثارة الحروب على المسلمين، كانت الأولوية غزوهم، ليؤمن الرسول صلّى الله عليه وسلّم المنطقة، ويتفرغ هو وأصحابه لنشر الدعوة الإسلامية.

سير المعركة

بعد صلح الحديبية، وما بشرهم الله به من غنائم، أمر الرسول من كان معه في الحديبية أن يخرجوا لغزو خيبر وأن لهم الغنائم، وأن من خرج من غيرهم له أجر الجهاد وحسب، فخرج 1600 مقاتل. خرج المسملون إلى وادي غطفان في البداية، كي لا يعاونوا اليهود عليهم، فخرج يهود غطفان لقتال المسلمين، لكن الله كفاهم قتالهم بأن رجع يهود غطفان إلى ديارهم خوفاً عليها من المسلمين.

بعد ذلك توجه الرسول صلّى الله عليه وسلّم ومن معه إلى خيبر، وقد كانت معروفة بمناعة حصونها، وقد بلغ عدد اليهود 10000 مقاتل، وعند وصول المسلمين لخيبر أرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم علياً بن أبي طالي ليدعوهم إلى الإسلام فأبو الدخول، وأخرجوا أفضل مقاتل عندهم وكان من أفضل المقاتلين العرب، ضخم الجثة، قوي البنية لمنازلة أحد المسلمين، فنازله عليٌّ بن أبي طالب وقتله، ثم حاصر المسلمون خيبرعدة أيام، حتى أصابهم الجوع الشديد، فقاموا للحمير يقتلونها ليأكلوا لحمها، ولم يكن لحمها محرماً على المسلمين آنذآك، وقد أشعلوا النيران ووضعوا القدور عليها، وبدأ اللحم ينضج، فلمّا رأى الرسول صلّى الله عليه وسلّم ذلك، نهاهم عن أكله وأمرهم بإتلافه، وبرغم جوع المسلمين الشديد إلّا أنّهم أطاعوا الرسول ولم يأكل أحدهم من اللحم، والتجؤوا إلى الله في الدعاء والتضرع، إلى أن منَّ الله عليهم ونصرهم واستطاعوا الاستيلاء على حصون اليهود المليئة بما لذَّ وطاب من الأطعمة، وقسم الرسول صلّى الله عليه وسلّم الغنائم على من كانوا معه في صلح الحديبية.

معجزات النّبي في غزوة خيبر

  • اشتكى عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه من عينه، فتفل الرسول صلّى الله عليه وسلّم بها فبرأت، والتفل هو النفخ مع شيءٍ من الريق.
  • عندما أوشك الرسول صلّى الله عليه وسلّم على أكل لحم الشاة، أوحى الله له بأنها مسمومة، ولكن الصحابي بشر بن البراء كان قد أكل لقمة منها، قبل أن يخبرهم الرسول صلّى الله عليه وسلّم بما أوحى الله له فتوفي، وهذا ما وعد الله به نبيه بأن يعصمه من الناس.

أين وقعت معركة مرج دابق


معركة مرج دابق هي معركة وقعت بالقرب من مدينة حلب في الجمهورية العربيّة السوريّة، بين العثمانيين -بقيادة السلطان سليم الأول- ، والمماليك -بقيادة قانصوه الغوري-، في الثامن من آب عام ألفٍ وخمسمئةٍ وستة عشر للميلاد. أسباب معركة مرج دابق كانت العلاقة السائدة بين دولتي العثمانيين والمماليك مبنية على الودّ، الذي نتج عنه العديد من التحالفات، ويظهر الأمر جليّاً على هذا التحالف من خلال تعاون الأسطولين العثماني والمملوكيّ في حربهما ضد البرتغاليين، و بدأت الخلافات بين الدولتين تطفو على السطح مع بدء المشاحنات بين الشاه إسماعيل الصفوي سلطان فارس، والسلطان سليم، حيث سعى كلٌ منهم على حدا لعقد تحالفٍ مع المماليك لمواجهة الطرف الآخر. وقاموا بإرسال سفاراتهم المتتاليه للسلطان قانصوه الغوري، مطالبين إياه بالتحالف معهم، وكان من أمر السلطان شاه بأن قام بتحذير قانصوه من الخطورة التي يشكلها السلطان سليم الأول على ملكه، وأن عدم حدوث هذا التحالف سيمكِّن السلطان سليم الأول من الاستفراد بالواحد تلو الآخر، والقضاء عليهم بالتدريج، خاصةً بعد أن قام بتوقيع معاهدة الهدنة مع الأوروبيين. أما السلطان سليم الأول فقام على حثّ قانصوه الغوري على التحالف معه ضد أعدائهم المرتدين من الشيعة، وقام بتحذيره من مطامع الصفويين في حلب والشام، وعند عدم تلقي السلطان أي تجاوبٍ من قانصوه، حذّرهُ من مستقبل الصفويين الذي يهدد وجوده بشكلٍ مبطن. سار السلطان سليم الأول باتجاه بلاد فارس، وقام في تلك الأثناء بمراسلة أمير سلالة ذا القدر التركمانيّة (علاء الدولة)، حيث طلب مساعدته في حربه ضد الصفويين، لكن الأمير اعتذر متعللاً بكبر سنه؛ وأن بلاده تقع تحت حماية المماليك. وبعد مضيّ الجيش العثمانيّ في طريقه، قام جيش علاء الدولة بمهاجمة مؤخرة الجيش العثماني، فقام قانصوه الغوري بإرسال رسالة شكرٍ للأمير علاء الدولة، وطالبه في تلك الرسالة باستمرارية مناوشة جيش السلطان سليم، أما السلطان سليم فقد قام بإرسال رسالةٍ لقانصوه يعلمه فيها بفعلة الأمير علاء الدولة، فردّ قانصوه على السلطان سليم بأن علاء الدولة عاصٍ، منذ ذلك الوقت قام السلطان سليم بالتربص بسلطنة المماليك، و حاول قانصوه بتهدئة الأمر بينه وبين السلطان سليم بعد انتصار الأخير في معركة جالديران، لكن السلطان سليم لم يتقبل الأمر. إعلان الحرب قام السلطان سليم بجمع قادة جيشه ووزرائه وأخبرهم بفعلة علاء الدولة الخاضع للمماليك، وذكّرهم برفض قانصوه التعاون معه في حربه ضد الصفويين، واستقر رأي السلطان على إعلان الحرب ضد المماليك، وقبل هذا، قام بإرسال رسالةٍ للسلطان قانصوه يطالبه فيها بأن يدخل في طوع السلطان سليم، وكانت الغاية من الرسالة جر السلطان للحرب، وكان من أكبر أخطاء السلطان قانصوه بأن أغلظ معاملته للوفد، وقام بإهانتهم بدلاً من محاولته الإصلاح، وقام قانصوه بالخروج في جيشٍ كبير من مصر لتفقد قواته المتواجدة في سوريا، وذلك ليكون مستعداً لأي تحركٍ عثماني. بينما خرج السلطان سليم على رأس جيشه من مدينة إسطنبول باتجاه بلاد الشام، في تلك الأثناء علم قانصوه بخروج السلطان سليم لملاقاته، فقام بإرسال رسالة إلى (جان بردي الغزالي) في حمص؛ ليقوم بجمع قواته بالإضافة لأمراء لبنان والشوف، وموافاته عند سهل مرج بن دابق، وكان له ما أراد؛ حيث اجتمعت قواته في المرج، بالإضافة إلى انضمام جيشٍ من دمشق تحت قيادة سيباي. في الجهة المقابلة فقد كان خاير بك في حلب على اتصالٍ مع العثمانيين الذين أقنعوه بخيانة قانصوه واعدين إياه بحكم مصر، وقد علم قانصوه بخيانة خاير بك لمرتين، لكنه رفض إنزال العقوبة به قبل المعركة؛ خوفاً على قلوب الأمراء من التشتّت. انتصر العثمانيّون في معركة مرج دابق، وهيّأ لهم هذا الانتصار باب الدخول إلى دمشق بكل سهولةٍ ويسر، وبعدها بدأ العثمانيون بالتجهز لغزو مصر بعد قتل قانصوه الغوري في معركة مرج دابق.


أين وقعت معركة الجمل


معركة الجمل حدثت هذه المعركة بين فريقين من المسلمين، وهما: فريق الخليفة، وفريق فيه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما، وقد انتهت المعركة بمقتل ما يقارب سبعة عشر ألفاً من الفريقين، وانتصر فيها معسكر الإمام علي رضي الله عنه. سبب حدوث المعركة تعود جذور المشكلة إلى اليوم الذي استشهد فيه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد جماعةٍ من الخارجين على الدولة، وقد أجمع كبار الصحابة بعدها على اختيار الصحابي الجليل علي ابن أبي طالب ليكون خليفةً للمسلمين، وقد كان رأي علي أن تجتمع كلمة المسلمين وتتوحّد بلادهم قبل أن يتّخذ القرار للاقتصاص من قتلة عثمان، لذلك فمبايعة الخليفة أهم بكثير من إيقاع القصاص بالقتلة، لأن البلاد لا تسير دون ولي للأمر يرعى المسلمين وحقوقهم. بينما رأى فريق آخر من المسلمين أنّه يجب الاقتصاص حالاً من قتلة عثمان، وقد تزعّم طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى جانب السيدة عائشة معسكر من ينادون بالقصاص. بداية المعركة اتجهت الحشود التي قادها طلحة والزبير بن العوام والسيدة عائشة إلى البصرة لينزلوا فيها، وقد أقاموا فيها حتى سمع الإمام علي بمقدمهم، وقد حدثت مراسلات بين الفريقين كانت نتيجتها إتمام الصلح والاتفاق. فرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً لحقنه دماء المسلمين، وقد اغتاظ لذلك أناس في الفريقين؛ حيث رؤوا في هذا الصلح إفساداً لمخططاتهم الرامية إلى إحداث فتنة في معسكر المسلمين، لذلك استفزّ عدد منهم الفريقين حتى ظنّ كل فريق أنّ الفريق الآخر قد نكث الصلح وغدر، وانتهت بانتصار معسكر الإمام علي واستشهاد طلحة والزبير رضي الله عنهما، ورحيل السيدة عائشة مكرهة من البصرة ورجوعها إلى المدينة المنورة.


أين وقعت معركة أجنادين


معركة أجنادين هي من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي؛ حيث وقعت بين المسلمين والبيزنطيين عام 634 ميلادية، وكان الصحابي عمرو بن العاص هو أوّل قائد حمل لواءها في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه الذي أوصاه بفتح بلاد الشام، وكانت منطقة تيماء شمالي الحجاز هي مركز المعسكر آنذاك. كانت أهم وصيةٍ لأبي بكر هي عدم الشروع في القتال إلا إذا هوجم فقط، وتعتبر معركة أجنادين من المعارك المهمّة في تاريخ معارك الفتوح الإسلامية؛ فهي أولى المعارك العظيمة التي انتصر فيها المسلمون بعون الله، وكانت هذه المعركة ذات بعدٍ كبير وتأثير عميق للمعارك التي حدثت بعدها، وقيمتها بين معارك فتوح بلاد الشام تساوي قيمة غزوة بدر الكبرى بين الغزوات التي قادها النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانت أول الفتوح التي هزت بلاد الروم، وملأت الرعب في قلوب الجنود، كما كانت أوّل واقعة تمنح المسلمين الخبرة العملية في مقاتلة جنود الروم. تسمية معركة أجنادين سُمّيت هذه المعركة باسم (أجنادين)، أمّا الموقع الذي حصلت فيه المعركة فيمكن تحديده بأهمّ معالمه، وهو قرية عجّور في منطقة شمال غرب الخليل، ويمرّ بجانب القرية وادي يُسمّى وادي السَّنط بالنون، والسنط نوع من أنواع الشجر، ويبعد الموقع عن بلدة (بيت جبرين) بما يقارب عشرة أميال باتجاه الشمال ومن منطقة الشرق من قرية عجّور. اختار جند الروم موقعاً للمعركة يكون قريباً من "بيت جبرين" التي تعتبر عاصمةً لأهمّ مقاطعة تابعة لهم في فلسطين، وكانت تضم غزة، ومنطقة بئر السبع، ومدينة الخليل، ومدينة القدس ومدينة الرملة. بدأ الروم بتجميع جنودهم في هذه المنطقة، وضموا إليهم مَنْ يؤازرهم في المعركة، وانتظروا الفرصة الأنسب لمهاجمة جند المسلمين في فلسطين بقيادة الصحابي عمرو بن العاص، ومن ثمَّ يغيروا على جند الصحابي يزيد بن أبي سفيان في منطقة البلقاء. من أسباب اختيار ذلك الموقع أيضاً بأنّه يُشكّل التقاء عدة طرق مختلفة كي ينتظروا أن يصلهم المدد والمتناصرون لهم، وكانت جنود المسلمين في ذلك الوقت موزّعة؛ حيث وزع الخليفة أبو بكر رضي الله عنه كل فرقة من الجيوش على منطقة معينة من أرض بلاد الشام، وكانت منطقة فلسطين تابعةً لجيش الصحابي عمرو بن العاص رضي الله عنه، وكان الأمير العام للجيوش الصحابي هو أبو عبيدة عامر بن الجراح، ويعتبر هذا التوزيع للجيوش تكتيكاً عسكرياً مهماً؛ حيث إنّه يربك العدو ويرهبه، وهذا ما كان، فقد قتل من الروم ما يقارب الثلاثة آلاف جندي وفرّت باقي جيوشهم وانهزموا على أيدي المسلمين.


أين حدثت معركة اليرموك


معركة اليرموك تعد معركة اليرموك الواقعة عام 15 هـ الموافق للعام 636 م من أهم المعارك الحاصلة في التاريخ الإسلامي، ويرجع السبب في ذلك إلى أنها تعد من أوائل المعارك التي انتصرت فيها الجيوش الإسلامية خارج منطقة الجزيرة العربية، وقد كان الهدف من قيام المسلمين بهذه المعركة هو السعي إلى فتح أراضي منطقة بلاد الشام، وإنهاء وجود حكم الإمبراطورية الرومانية فيها، إذ إن الروم كانوا قد استولوا على أراضي بلاد الشام وجزء من الجزيرة العربية بعد أن كانت تحت سيطرة الفرس، وذلك بعد الفوز الكاسح للروم على الفرس في الفترة الواقعة ما بين عام 613 م إلى عام 629 م، وقد كانت هذه الأحداث في الفترة التي كان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يسعى لنشر الدين الإسلامي في منطقة الجزيرة العربية، وبعد وفاة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ومبايعة أبو بكر الصّديق رضي الله عنه خليفةً للمسلمين، ظهرت حركات الردة من قبل بعض القبائل العربية في الجزيرة العربية، وقد قام خليفة المسلمين أبوبكر الصّديق رضي الله عنه بمحاربتهم، وإعادة توحيد الجزيرة العربية تحت ظل الحكم الإسلامي، من ثم بدأت مرحلة الفتوحات الإسلامية خارج منطقة الجزيرة العربية. موقع معركة اليرموك وقعت معركة اليرموك في بلاد الشام، وتحديداً في الأردن في الجابية قرب نهر اليرموك، في منطقة تسمى سحم الكفارات، والتي تقع في مدينة إربد في شمال الأردن، حيث تجمعت جيوش المسلمين جميعها في هذه المنطقة والبالغ عددها أربعة جيوش، والتي قدمت بقيادة أربعة قادة من الصحابة رضوان الله عليهم، وهم: أبوعبيدة عامر بن الجراح، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وعمر بن العاص، ثم انضم إليهم بعد ذلك جيش آخر بقيادة خالد بن الوليد بأمر من الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه لمساندة جيوش المسلمين، وقد بلغ عدد القوات المقاتلة في جيوش المسلمين ثلاثة وثلاثين ألف مقاتل، بالمقابل فقد كان عدد القوات المقاتلة في جيوش الروم مائة ألف مقاتل، والسبب في اختيار الروم لهذا الموقع يرجع لأن منطقة اليرموك تعد من المناطق المطلة والمشرفة نظراً لكونها منطقة جبلية عالية، وبالتالي تتيح للجيوش إمكانية المراقبة ورصد التحركات للجيوش المعادية، والسبب الآخر أيضاً أن هذا الموقع محصن بالوديان من ثلاث جهات، وهذه الوديان هي: وادي اليرموك، ووادي علان، ووادي الرقاد. وبالرغم من الفارق الهائل في عدد القوات المتحاربة من المسلمين والروم، إلا أن الغلبة كانت في صالح جيوش المسلمين الذين لا يقاتلون بعدد ولا بعدة، إنما يقاتلون بقوة إيمانهم بالله تعالى، ولا تزال منطقة معركة اليرموك معروفة إلى يومنا هذا، وقد أصبحت الآن متنزهاً وطنياً مزروعاً بالأشجار، ويوجد فيها أيضاً تل صغير يسمى تل خالد بن الوليد في منطقة سحم الكفارات شمال الأردن.


أسباب غزوة تبوك

المعارك في العهد النبوي

خاض رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المعارك الهامة بنفسه، وذلك بعد أن ترسخت دولة الإسلام وتأسست عقب الهجرة النبوية الشريفة إلى المدينة المنورة، وقد جاءت هذه المعارك كردة فعل طبيعية على الهجمات المتعددة التي ابتدأتها قبائل شبه الجزيرة العربية، والقوى العظمى آنذاك على دولة الإسلام الناشئة، حيث حاول عرب الجزيرة، وهذه القوى استئصال المسلمين عن بكرة أبيهم، وبكل ما أوتوه من قوة لذلك.

من بين أبرز الغزاوت التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك، وهي التي عرفت تاريخياً باسم غزوة العسرة، وتعتبر في السيرة النبوية واحدة من أصعب الغزوات التي خاضها المسلمون في العهد النبوي الميمون، كما أنها حدثت في أواخر حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي بعض التفاصيل حول هذه المعركة الهامة.

سبب غزوة تبوك

السبب الرئيسي وراء غزوة تبوك هو أن الروم اجتمعوا على إرسال قوة عسكرية كبيرة لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن معه من المسلمين، وإنهاء التواجد الإسلامي في شبه الجزيرة العربية، كونه بات مصدر قلق يتهدد القوى العظمى في تلك الأثناء، وعلى رأسها دولة الروم العظيمة والتي كانت تعتبر القوة الأكبر آنذاك. وقد بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر، فسارع بتجهيز جيش كبير، كان يعتبر من أكبر الجيوش التي خرجت لغزوة أو معركة في عهده الميمون.

أحداث غزوة تبوك

جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت صعب جداً، فقد كان الفصل هو فصل الصيف، وكانت الأرض مجدبة، وكان الماء قليلاً، الأمر الذي زاد من صعوبة الموقف على المسلمين في تلك الأثناء، ومع هذا فقد بلغ عدد جيش المسلمين بقيادة الرسول الأعظم قرابة ثلاثين ألف رجل تقريباً، تجمعوا من مسلمي المدينة، ومن القبائل العربية حولها، وذلك على الرغم من تخلف قسم من المسلمين، وعلى الرغم أيضاً من تخذيل المنافقين للمؤمنين.

أسهم المسلمون في تجهيز الجيش، وفي هذه المعركة أبلى أغنياء المسلمين والصحابة وعلى رأسهم ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه بلاءً حسناً، فقد بذلوا الغالي والنفيس في سبيل إتمام الأمر الذي ابتدأه رسولهم وقائدهم صلى الله عليه وسلم. ولم يقتصر البذل على الأغنياء وحسب، فقد قدم الفقراء أيضاً كل ما كانوا يملكونه، وذلك رغبة منهم في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلبية منادي الجهاد.

سار الرسول الأعظم، ومن معه من المسلمين إلى أن نزلوا تبوك، في شمال الجزيرة العربية، وقد انتهت المعركة قبل أن تبدأ؛ ذلك أن الروم تفرقوا وانتشروا، فحمى الله المسلمين ونصرهم دون أن يراق دم رجل واحد. ومن أعظم نتائج المعركة سقوط مكانة الروم، وهيبتها من قلوب العرب، إلى جانب ظهور قوة المسلمين، وذياع صيتهم، وتوحد شبه الجزيرة العربية.

أسباب غزوة الخندق


غزوة الخندق هي معركة خاضها جيش المسلمين بقيادة رسول الله محمد –صلى الله عليه وسلم-، حيث وقعت في العام الخامس من الهجرة النبوية الشريفة، داخل أراضي المدينة المنورة، وسميت بهذا الاسم بسبب حفر المسلمين لخندق حول المدينة من جهة قدوم جيش العدو، كما سميت أيضاً بغزوة الأحزاب؛ نظراً لتجمع أعداد كبيرة من مشركي الجزيرة العربية على غزو المسلمين. أسباب غزوة الخندق بعد أن هاجر رسول الله –صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، كان المجتمع هناك يحتوي على فئات أخرى غير المسلمين، وعلى رأس هذه الفئات اليهود، ومن بين يهود المدينة آنذاك قوم يقال لهم يهود بني النضير. لما وصل الرسول الأعظم إلى المدينة جعل هذه الفئات شعباً واحداً، ووضع العهود والمواثيق، غير أن يهود بني النضير لم يحترموا ذلك، وهمُّوا بقتل رسول الله، فحاصرهم المسلمون بقيادة الرسول إلى أن استسلموا، ليخرجوا بعد ذلك من ديارهم. بعد هذه الواقعة أراد اليهود من بني النضير أن ينتقموا لأنفسهم من المسلمين، فحرَّضوا عليهم عرب الجزيرة العربية، فقبل العرب بالهجوم على المدينة، واجتمعت لهذه الحرب قريش ومن حالفها، والقبائل الغطفانية ومن حالفهم، ثم انضم إليهم فيما بعد يهود بني قريظة من المدينة المنورة، الذين نقضوا العهد هم أيضاً كما نقضه الآخرون من يهود المدينة. أهم أحداث غزوة الخندق تعتبر هذه الغزوة معركة هامة على مستوى التاريخ الإسلامي؛ فهي المعركة التي اجتمعت فيها أكبر قوة من كفار شبه الجزيرة العربية لحرب الإسلام والمسلمين، وقد كان من البديهي، أنه عند انتصار المسلمين في نهاية المعركة، فإن الجولة الأخرى والنهائية ستكون للمسلمين لا محالة. لاقى المسلمون في هذه المعركة أذىً عظيماً، وشدة لم يلاقوا مثلها، فقد كان الوضع خطيراً جداً، وأي تقصير من أي جندي مسلم سيكون له أثر عظيم، وربما خسارة المسلمين، واجتثاث الإسلام من جذوره، غير أن الله تعالى ثبت المؤمنين، وجعلهم قادرين على تحمل المصاعب، إلى أن كتب لهم النصر في النهاية. عندما سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم-، والمسلمون بقدوم جيش جرار إليهم، مكون من تحالف كبير من أهم قبائل الجزيرة العربية، أشار الصحابي الجليل سلمان الفارسي –رضي الله عنه- بحفر خندق حول المدينة، يحول جيش العدو من الوصول إلى المسلمين؛ فالمدينة محمية طبيعياً إلا من جهة ديار بني قريظة، ومن جهة حفر الخندق. عندما وصل الكفار إلى المدينة المنورة تفاجؤوا بالخندق، وحاولوا الاقتحام بشتى الوسائل، غير أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل، كما حاولوا أيضاً أن يضموا بني قريظة إليهم، ويدخلوا المدينة من ديارهم، فردهم الله تعالى على أدبارهم بأن اكتشف الرسول الأعظم، صاحب الحنكة العسكرية هذا المخطط، فأخذ الاحتياطات اللازمة من أجل منع أي عدوان من جهتهم. استمر الحصار لأكثر من عشرين يوماً، إلى أن انتهت المعركة بانسحاب جيش الكفار، ورجوعهم خائبين مدحورين، بعد أن بث الله تعالى بينهم الرعب، وبعد أن فرقهم، وشتت جمعهم، فكان نصراً من الله مؤزراً.


متى كانت غزوة الأحزاب

غزوة الأحزاب

وقعت خلال فترة النبوّة العديد من الغزوات التي كان لها الأثر الأكبر في رسم معالم الأمّة الإسلاميّة، وقد حصلت الكثير من المعارك والغزوات وخاصّة في الفترة التي بعد هجرة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنوّرة وتأسيس الدّولة الإسلاميّة فيها، فالجهاد لم يكن مسموحاً في بداية الدّعوة الإسلاميّة، ففرض الجهاد بعد الهجّرة إلى المدينة المنوّرة وتشكيل قوةٍ وكيانٍ مستقلٍ للمسلمين، وقد كانت جميع المعارك بلا استثناء معارك فاصلة، ومن المعارك الفاصلة التي حدثت وأثّرت على الدّولة الإسلاميّة غزوة الأحزاب، فمتى كانت غزوة الأحزاب، وما هي تفاصيلها وأسبابها؟

تاريخ غزوة الأحزاب

وقعت غزوة الأحزاب في شهر شوّال من العام الخامس للهجّرة النبويّة الشّريفة، وقد طالت أحداثها وعظُمت ما بين حصارٍ خانقٍ ومواجهاتٍ بسيطةٍ، وكانت تلك الأيّام من أكثر الأيّام التي عاش فيها المسلمون أيّاماً عصيبة، فقد واجهوا جميع أعدائهم في معركةٍ واحدةٍ، فالكلُّ يحيك لهم ويكيد بهم، وحال المسلمين كان عسيراً لولا تدخّل العناية الإلهيّة لتنقلب الهزيمة إلى نصر في نهاية المعركة، وفيما يأتي بيان مجريات ووقائع معركة الأحزاب.[١]

أهمّ أحداث غزوة الأحزاب

كانت غزوة الأحزاب من أعظم المعارك التي قاتل فيها المسلمون، وقد تكاثر فيها المشركون عليهم وجمعوا لهم الجموع، ومن أبرز وأهمّ الأحداث والمُجريات التي حصلت في غزوة الأحزاب ما يأتي:[٢]
  • اجتمعت ضدّ المسلمين في غزوة الأحزاب قبيلة قريش، وقبيلة غطفان، وبني سُليم وغيرها من قبائل العرب، وكان عدد المشركين في هذه الغزوة يصل إلى عشرة آلاف مقاتل، أمّا عدد المقاتلين من المسلمين فقد وصل إلى ثلاثة آلاف مقاتل.
  • حفر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الخندق ليمنع جيش المشركين من الوصول إلى المدينة المنوّرة، ثمّ قسّم جيش المسلمين لحراسة أهمّ النقاط في ذلك الخندق، ولمواجهة من يُقدم على اقتحام الخندق من الأعداء، وقد تفاجئ المشركون بهذه الخُطّة الجديدة بالنسبة للعرب، ووقفوا أمامها عاجزين لا حِيلة لهم.
  • حاول المشركون اختراق الخندق أو العبور منه بكلِّ شراسةٍ، إلّا أنّ نبال المسلمين كانت لهم بالمرصاد، وقد تكرّرت محاولاتهم عدّة مراتٍ حتى نجح بعضهم في عبور الخندق؛ منهم: عكرمة بن أبي جهل، وعمرو بن عبد ودّ، وضرار بن الخطّاب، فقاتلهم المسلمون وحصلت مبارزة بين عمرو بن ودّوعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه- حتى قُتل عمرو، وهرب من كان معه من المشركين.
  • استمرّت محاولات المشركين في اختراق الخندق إلّا أنّها باءت بالفشل، حتّى إنّ بعض المواجهات كانت تطول فتبدأ بعد العصر ولا تنتهي إلّا بعد المغرب.
  • استمرّت المواجهات بين المسلمين والمشركين حتى وصلت مدّة الحِصار لأكثر من شهر، وقد لاقى المسلمون فيها موقفاً صعباً، ولكنّ المشركين أصابهم التّعب والإرهاق واليأس؛ بسبب صمود المسلمين وعدم قدرتهم على اختراق الخندق، وقد قال الله تعالى: (إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ).[٣]
  • قام يهود بني قريضة بخيانة المسلمين وخيانة العهد الذي بينهم وبين رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان ذلك بتخطيطٍ وتنفيذٍ من حُيي بن أخطب، أمّا نقضهم للعهد فتمثّل بأمرين رئيسين؛ أوّلهما: فتح الباب الذي يؤدي إلى المدينة المنوّرة للمشركين، والثاني: المشاركة مع قريش في القتال ضدّ المسلمين.
  • كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- منتبهاً لخيانة اليهود ومدركاً لخطر ذلك، فوضع العيون لمراقبة تحرّكاتهم حتى جاء الخبر بأنّهم نقضوا العهد، وبأنّهم على وشك القتال مع المشركين ضدّ المسلمين، فلمّا تحقّق النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من خيانتهم أصابه الغمّ والحُزن وأمعن النّظر في واقع الحال الذي آلت إليه المعركة.
  • فكّر النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في نقض الشراكة القائمة بين قريش وغطفان، وقد عقد اجتماعاً سريّاً مع أسياد قبيلة غطفان، فعرضوا عليه أن يأخذوا ثلث ثمارالمدينة المنوّرة مقابل تركهم لحِلف قريش، وقد استحسن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ذلك، ثمّ عَرَضه على زعيمي الأوس والخزرج، وهما: سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة، فوافقاه في بداية الأمر.

نهاية معركة الأحزاب ونتائجها

تسارعت الأحدث في غزوة الأحزاب بعد الحصار الشديد الذي عانى منه المسلمون، وقد كانت المراحل التي مرّت بها المعركة على النحو الآتي:[٢][٤]
  • بعد أن قَبِل زعيمي الأوس والخزرج بعرض غطفان عاد سعد بن معاذ -رضي الله عنه- وعرض على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عرضاً آخر، وقبل ذلك سأله إن كان الأمر الذي رآه النبيّ أمر إلهيّ لا يقبل التغيير، أم أنّه رأي فرديّ، فلمّا عَلِم أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- اجتهد في ذلك الأمر ليُزيل عن المدينة وأهلها خطر الأحزاب من قريش وغطفان رفض سعد بن معاذ ذلك الاقتراح، ثمّ اقترح على النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدم قبول عرض غطفان، واستمرارهم في العزيمة والصّبر.
  • رفض سعد بن معاذ أن تكون لغطفان الشّوْكة على المسلمين، فقد كانوا قبل الإسلام لا يأخذوا من المدينة شيئاً، وبعد أن جاء الإسلام أرادوا من خيرات المدينة، فيكون في ذلك نصراً مؤزّراً لغطفان، فقد كان موقف سعد بن معاذ -رضي الله عنه- موقفاً حكيماً، ينبع من عزّة المؤمن بالله والواثق بنصره.
  • سُيّرت الحكمة الإلهية بعد ذلك لتنقلب مجريات الأمور، فأتى أحد قادة جيش المشركين مُعلناً إسلامه وهو نعيم بن مسعود، وطلب من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يأمره بما يجعل الموقف لِصالح المسلمين، فطلب منه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أن يُخفي أمر إسلامه ويأتيهم بأخبار قريش وحلفائهم.
  • ذهب الصحابيّ نعيم بن مسعود إلى بني قريضة وأقنعهم بأنّ قريشاً ستنقلب عليهم إن هُزموا، وأنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- سينتقم منهم، ولن يقف معهم أحد من غطفان أو غيرها، فطلبوا منه الرأي؛ فأشار عليهم أن يطلبوا منهم رهائن مقابل نصرهم وتأييدهم لهم، فاقتنع بنو قريضة برأيه.
  • توجّه نعيم بن مسعود -رضي الله عنه- إلى قريش وغطفان وأقنعهم بأنّ بني قُريضة نَدِموا على نقضهم لعهد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وأنّهم سيطلبون منهم رهائن مقابل وقوفهم معهم، ثمّ يبعثونها إلى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- للتدلّ على صدق نَدِمهم.
  • طلبت قريش النُّصرة والتأييد من بني قريضة، وطلب بنو قريضة الرّهائن من قريش كما أشار عليهم نعيم بن مسعود رضي الله عنه، فلمّا عَلِم المشركون بطلب بني قريضة قنعوا بما قاله نعيم، فدبَّ الخلاف بينهم وشاعت الفُرقة، ثمّ بعث الله -تعالى- الرِّيح، فاقتلعت خيامهم وكفأت قدورهم، وأُلقي في قلوبهم الرُّعب.

متى كانت غزوة حنين



غزوة حُنين الغزوات والمعارك التي وقعت في تاريخ الأمّة الإسلاميّة كثيرة، إلّا أنّ لغزوة حُنين خصائص تجعلها تختلف اختلافاً كُلياً عن باقي الغزوات التي خاضها المسلمون بقيادة الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لِما رافقها من وقائع والأحداث، ولما فيها من عِبر ودروس عديدة، ولتميّز الفترة الزمنية التي وقعت فيها غزوة حُنين؛ فقد تزامنت الغزوة مع ظهور قوة الدولة الإسلاميّة، وكان المسلمون وقتها في أبهى درجات القوة والمنَعة، وكان الناس جميعاً يخطِبون وُدَّهم، فمتى وقعت غزوة حُنين، وما هي أسبابها ونتائجها، وما هي أبرز وقائعها؟ تاريخ غزوة حُنين كانت غزوة حُنين من أواخر الغزوات التي خاضها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقد حدثت في السنة الثامنة من الهجرة النبويّة الشريفة، في اليوم السابع من شهر شوال، وكان عدد المسلمين يقارب اثني عشر ألف مقاتل؛ منهم عشرة آلاف من أهل المدينة، وألفان من أهل مكّة، أمّا مكان حدوث وقائع غزوة حُنين فقد كان في وادي حُنين، الذي يقع جوار منطقة ذي المجَاز، ويفصل بينه وبين مكّة المكرمة ما يُقارب سبعة وعشرين كيلومتراً تقريباً.[١] أسباب غزوة حُنين كان لاشتعال جذوة معركة حُنين عدّة أسباب، أهمّها ما يأتي:[٢] رغبت قبيلة ثقيف بغزو المسلمين، قبل أن يعزم النبيّ -صلّى االله عليه وسلّم- على غزوهم، خوفاً من أن يؤثر الإسلام على سياستهم التي كانوا ينتهجونها في تلك الفترة، فقد عرض النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عليهم سابقاً أن يدخلوا في الإسلام لمّا زارهم في الطائف، فآذوه ورموه بالحجارة، وسخِروا منه، وأثاروا سُفهاءَهم وصغارهم حتّى لحقوا به وأدموا قدمَيْه بالحجارة، ممّا يُظهر العِداء المُتأصِّل في أنفسهم تجاه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- ودعوة الإسلام، وقد زادت حدّة تلك العداوة بعد أن قوِيت شوكة النبيّ ومن معه من المسلمين، فبدأت هوازن وثقيف تُعدّان العدّة لقتال المسلمين. خشِيث ثقيف على منزلتها الاجتماعيّة بين قبائل العرب لمّا رأت ما حصل في مكّة المكرّمة، وقد اعترضوا سابقاً على نزول الوحي على سيدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، قال تعالى: (وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ)،[٣] فلم تكن لديهم رغبة بنزول الوحي على رجل من قريش، وامتياز قريش عنهم بالزَّعامة والنبوّة، ولذلك سعوا إلى معاداة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وقتاله. طمعت ثقيف في السيادة الدينية لمن لم يُسلم من المشركين بعد فتح مكّة وسقوط قريش، ولحفاظ ثقيف على السيادة كان لا بُدّ لها من مواجهة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم. طبيعة الطائف الجغرافيّة والطبيعيّة التي تتمثّل بخصوبة أرضها وصلاحيتها للزراعة واشتهارها بالخيرات العديدة، جعلت منها مكاناً يُشكِّل محطّ نظر أيّ قوّةٍ في تلك الفترة، فخشيت ثقيف أن يأتيها المسلمون فاتحين طمعاً في تلك الخصائص الفريدة التي تتميّز بها، فتؤول تلك الخيرات للمسلمين ليوزّعوها بعدالة بين أفراد المجتمع. أحداث غزوة حُنين عزمت ثقيف على استباق الأحداث عندما أدركت أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- سيتفرَّغ لهم بعد فراغه من قريش، وكان مالك بن عوف قائدهم، فرأى أن يسوق خلفه النساء والأولاد والأموال، حتّى لا يفِرَّ أحد من المقاتلين، فيسعوا جميعاً إلى النصر أو الموت، أمّا جيش المسلمين فقد سار بقيادة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- مُتّجهين إلى حُنين للقاء ثقيف ومن معهم، وكان جيش هوازن وثقيف يفوق جيش المسلمين في العدد بما يقارب الضّعف، فاغترّ أفراد جيش هوازن وثقيف بأنفسهم، وقالوا: (لن نُغلَب اليومَ من قِلّة).[٤] اتّخذ مالك بن عوف قائد جيش هوازن وثقيف العديد من الوسائل التي تُعينه على النَّصر على المسلمين، فشحَذ الهِمَم، ورفع الرّوح المعنويّة لجُنده بعد أن خطب بهم وحثَّهم على الثّبات لتحقيق النصر، فجرَّد السيوف من أغمادها، وحشر النِّساء والذراري والأموال خلف الجيش، وأعدَّ الكمائن للمسلمين، وبدأ جيشه بمهاجمة المسلمين ليدفعهم إلى الاستبسال وعدم الرَّهبة، وقد سعى مالك بن عوف أيضاً إلى الوصول بجيشه إلى أرض المعركة قبل المسلمين، فتحقّق لهم ذلك.[٤] كانت خطة مالك تقوم على تجهيز الكمائن للمسلمين في أنحاء الوادي؛ ليُباغت بها المسلمين من بين الأشجار فور وصولهم إليه، وقد حصل ذلك فعلاً، حيث أمطر جيش مالك المسلمين بالسِّهام من جميع الاتجاهات حتى دبَّ الرُّعب في قلوب الكثير من جيش المسلمين، ممّا جعل النصر حليفاً لجيش هوازن وثقيف في بداية المعركة، ولم يثبت في ساحة المعركة إلّا النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع فئة قليلة من المسلمين، منهم العبّاس عمّ الرسول وأبو سفيان، فأمر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- عمّه العبّاس أن ينادي على جيش المسلمين للالتفاف حول النبيّ، وشَحذِ هِمَمهم، وتقوية عزيمتهم، فاستجابوا للنداء، وأعادوا تجميع صفوفهم، وحمِي الوطيس، فكان النصر حليفاً للمسلمين في آخر المعركة.[٤] غزوة حُنين دروس وعِبر يمكن استخلاص العديد من المواقف والدروس والعِبر، منها ما يأتي:[٥] الحكمة الكبيرة والحِنكة السياسية العميقة لدى النبي صلّى الله عليه وسلّم، وتمثَّل ذلك في طريقة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في تقسيم الغنائم وتوزيعها، حيث جعل النصيب الأكبر لمن أسلم حديثاً؛ ليستميل قلوبهم ويثبّتهم على الإسلام، فلم يُعمِل النبي مبدأ العدالة والمساواة في تقسيمه للغنائم، إنّما راعى مصلحة الدّعوة في دخول الناس في الإسلام، وذلك يؤكد أنّ للإمام الحقّ في اتّخاذ جميع الوسائل التي يعتقد أنّ فيها مصلحةً عامةً للأمّة. ممّا يُستفاد من غزوة حُنين أنّ السبب الرئيس وراء مشروعيّة الجهاد ليس قتال الناس، أو تحقيق مقاصد اقتصادية وسياسية، وإنّما دعوتهم إلى الإيمان بالله تعالى، وهدايتهم للسبيل الصحيح، وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وإرشادهم إلى دين الله الحقّ، ويدلّ على ذلك ما حصل بين النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومالك بن عوف قائد جيش هوازن وثقيف؛ فقد جعل له النبي إن أسلم مئةً من الإبل، ويرُدُّ إليه أهله الذين أُسِروا في المعركة، ممّا دفع مالكاً إلى إعلان إسلامه.


ما هي غزوة سفوان

يطلق عليها غزوة ( بدر الأولى ) ، و سفوان هو وادٍ قريب من بدر. بعد قدوم النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة ( العشيرة ) ، أقام في المدينة عشرة ليالي ليخرج بعدها غازياً خلف ( كرز بن جابر الفهري ) قبل إسلامه ، خرج النبي في طلبه لإغارة الفهري على مواشي المدينة ، تعقبه الرسول حتى بلغ وادي سفوان ، ولم يدركه ، وكان النبي قد استخلف على المدينة ( زيد بن حارثة ) حمل اللواء الأبيض علي بن أبي طالب ، وعاد بعدها النبي إلى المدينة وأقام فيها ثلاثة أشهر هي جمادى ورجب وشعبان . وكرز بن جابر الفهري ، هو أحد صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أعلن إسلامه بعد الهجرة النبوية الشريفة ، وهو من خرج الرسول في طلبه بعد غزوه على سرح المدينة ، حتى وصل إلى وادي سفوان ، فأطلق عليها غزوة بدر الأولى ، ولأن كراز قد أسلم وحسن إسلامه فيما بعد ، ولاه النبي عليه السلام قيادة الجيش ، لتتبع أثر ( العرنيين ) ، لقيامهم بقتل راعية في سرية الفهري ، توفي أو أستشهد كرز في السنة الثامنة للهجرة وتحديداً يوم فتح مكة . وغزوة العشيرة التي سبقت غزوة بدر الأولى ( سفوان ) ، حدثت في ينبع ، حيث قام الرسول صلى الله عليه وسلم مائة وخمسين راكباً حتى بلغ ينبع في جمادى الأولى ، وأقام هناك ما تبقى من الشهر ، وعدة ليالٍ من جمادى الآخرة لتتبع أثر قريش ، وكان قد استخلف على المدينة ( أبا سلمة بن عبد الأسدي ) ، وعاد الرسول إلى المدينة أيضا دون قتال ، كما حدث له لاحقاً في غزوة بدرٍ الأولى . تلك الغزوات التي لم يحدث فيها كيدٌ للرسول ، والتي سبقت غزوة بدرٍ الثانية ، الغزوة الأولى التي قاتل فيها المسلمين ، والنصر الذي تحقق في تلك الغزوة على أيدي الفئة القليلة كانت حجر الأساس الذي وضع في مسيرة الدعوة وبناء وامتداد الدولة الإسلامية في اسقاع الأرض ، لترسم خارطةً شاسعة لدولةٍ عظيمة ، إبتدأت بعددٍ قليلٍ من الأفراد ، وببعض الصبر ، وبقوة الحق امتدت لتنتصر ، و تطيح بالعديد من الإمبراطوريات والحضارات ، لتبدأ حضارةً جديدة من قلب صحراء الجزيرة ، وتتسع لتشمل لتقطع البحار والمحيطات ، وتضع يدها على قارات ما وراء تلك البحار .


ما هي غزوة الفرقان



الحرب بين الحقّ والباطل

 إنّ من سُنن الله -تعالى- في الكون أن يبقى الحقّ والباطل في صراعٍ إلى يوم القيامة، فلا شكّ أنّ الباطل وأهله لا يقبولن أن يكون للحقّ قوّة وسيطرة، وأن يحكم أهله الدّول ليسود العدل والسلام؛ لأنّهم يرون أنّ في ذلك زعزعةً للمصالح الشخصيّة القائمة على ظلم الناس وإفشاء الجهل والحروب، وفي المقابل فإنّ الحقّ وأهله لا يمكن أن يرضخوا للمحاولات الباطلة وأن يتركوا عامّة الناس الآمنين يتعرّضون للظلم والإهانة والعذاب، فيبقى بذلك الصّراع قائماً إلى يوم القيامة، وإتماماً للسُنّة الكونيّة فقد وعد الله -تعالى- عباده المسلمين أن تكون قوّتهم مؤيّدة منه، وأن يعزّهم بنصره إذا أخلصوا عملهم له واستعانوا به حقّ الاستعانة، حيث قال: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).[١] غزوة الفرقان غزوة الفرقان هي غزوة بدر الكبرى، وقد سمّاها الله -تعالى- غزوة الفرقان، وذكر ذلك في القرآن الكريم، حيث قال: (إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِير،[٢] وقد سمّيت بهذا الاسم لأنّها كانت موقفاً فاصلاً بين الحقّ والباطل؛ أيّ بين المسلمين والمشركين، وهذا الاسم يدلّ على أنّها كانت معركة مهمّة بأحداثها ونتائجها، فقد فرّقت بين عهدين امتدّ أحدهما ما يُقارب خمسة عشر سنة، فكان المسلمون يتحمّلون فيها العذاب والتنكيل والطرد والشّتم من قريش، وكان هدف هذه المرحلة تثبيت العقيدة والإيمان في قلوب المسلمين، والمرحلة الثانية التي كانت بعد الهجّرة إلى المدينة المنوّرة، وكان هدفها إرساء قواعد دولة إسلاميّة منظّمة في شؤونها الداخليّة وقادرة على ردع أي اعتداء خارجيّ، وكذلك فإنّ غزوة الفرقان كانت فارقاً وفاصلاً بين نوعين من أنواع الدّعوة، أحدهما هو أسلوب الصّبر واللين وتحمّل الأذى في سبيل نشر الدعوة الإسلاميّة، والآخر هو التجهّز العسكريّ وإعداد العدّة للمواجهة الحربيّة.[٣] أحداث غزوة الفرقان وقعت غزوة الفرقان في السّابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجّرة؛ حيث كانت قافلة لقريش على رأسها أبي سفيان خارجةً إلى الشّام للتجارة حين أرسل النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- عدداً من أصحابه لمحاولة قطع الطريق عليها، لكنّ القافلة أفلتت من بين يديه، وحين سمع أبو سفيان بخبر مراقبة الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- لقافلته أرسل خبراً لقريش حتى يتجهّزوا ويدافعوا عنها في حال هجم عليهم المسلمون في طريق العودة، وتتبّع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أخبار القافلة وهي عائدة من الشّام إلى مكّة، واختار ثلاثمئة وثلاث عشر رجلاً لملاقاتها، وجهّز المشركون جيشاً يضمّ ألف مقاتل تقريباً مجهّزين لملاقاة المسلمين.[٤] غيّر أبو سفيان طريق القافلة فنجت ولم يلحق بها أي أذى، فأرسل إلى أبي جهل بأنّ القافلة والأموال التي خرجتم دفاعاً عنها قد نجت ليعودوا إلى مكّة، لكنّ أبا جهلِ رفض ذلك وتغنّى بنصره المنشود على المسلمين ونوى ملاقاتهم، وعندما تأكّد النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ القافلة قد أفلتت منه تردّد في ملاقاة جيش المشركين، وخاصّة عندما علم أنّ عددهم يُقارب الألف، وأنّهم مجهّزون بالأسلحة والأحصنة، بينما لم يكن المسلمون مسّتعدّين بالعدّة الكاملة، لأنّهم تجهّزوا لقطع الطريق على القافلة التجاريّة، فشاور النبيّ -صلّى الله علسه وسلّم- أصحابه بذلك، واستعدّوا لأمر الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، فاتّخذ قراره، بملاقاة المشركين، وزحف كلّ جيش نحو الآخر دون العلم بالمكان المحدّد للملاقاة، حتى التقى الجيشان عند بئر بدر.[٤] التحم الصفّان وأبلى المسلمون حينها بلاءً حسناً في ملاقاة أعدائهم، فقُتل أبو جهل والعديد من بطون قريش ووجهائها، وانتصر المسلمون بعد أن مدّهم الله -تعالى- بمددٍ من الملائكة ليضربون أعدائهم، قال الله تعالى: (إذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ*وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)،[٥] وقال أيضاً: (إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آَمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ).[٦][٤] الدروس المستفادة من غزوة الفرقان كان من نتائج غزوة الفرقان دروساً عظيمة تلقّاها المسلمون ممّن شهد الغزوة، منها:[٧] تثبتت حقيقة الإيمان في قلوب المسلمين عندما واجه المسلمون بعضاً من أهلهم وأقربائهم من المشّركين، فقتل عمر بن الخطّاب خاله العاص بن هشام، كما قتل حمزة وعليّ وعبيدة بن الحارث أبناء عمّهم عتبة وشيبة والوليد بن عتبة. تنبيه المسلمين إلى ضرورة عدم الالتفات إلى الجانب الماديّ في القضايا الكبرى في حياتهم، فنزلت بعد غزوة بدر آيات تنظّم تقسيم الغنائم وأموال فدية الأسرى رغم الفقر والحاجة. التّأكيد على أنّ الدّعاء والالتجاء إلى الله -تعالى- من أعظم أسباب النصر، قال الله تعالى: (إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).[٨] التّأكيد على أنّ الإيمان والعمل الصالح من أعظم أسباب تحقيق النّصر، قال الله تعالى: (إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ).[٩] التّأكيد على المسلمين بأنّ الجهاد من أعظم الأعمال عند الله تعالى، وهو سبب لعلوّ الدّين وتمكين التّوحيد في الأرض. طمأنة المسلمين أنّ الله -تعالى- يدعم ويُعين المسلمين كرامةً لهم، فكان نزول الملائكة إلى الأرض وقتالها مع المسلمين.


ما هي غزوة أحد

غزوة أحد غزوة أحد هي الغزوة التي حدثت في شهر شوال من السنة الثالثة للهجرة،

[١] وكان هدف المشركين من هذه الغزوة هو الثأر من المسلمين بعد انتصارهم في غزوة بدر، وكان هدف المسلمين هو الدفاع عن عقيدتهم،

[٢] حيث إنّ انتصار المسلمين في غزوة بدر سبب خسائر اقتصادية، واجتماعية، وسياسة لمشركين قريش، فسببت السرايا التي كان يقوم بها المسلمين حصاراً اقتصادياً على تجارة قريش التي كانت تتمثل في رحلتي الشتاء والصيف، وهذا ما سبب لهم خسائر طائلة، إضافة لذلك بدأت سيادة قريش ومكانتها بالانهيار بعد هزيمتهم، كما أنّ مقتل سادتهم سبب لهم الشعور بالخزي والعار؛ لذلك أرادوا الانتقام من الرسول عليه الصلاة والسلام.

[٣] بداية غزوة أحد حرض أبو سفيان قومه على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجمع ما يقارب ثلاثة آلاف رجل ومائتي فارس من قريش وما حولها من القبائل العربية، وأمر الجيش بأخذ النساء والعبيد؛ وذلك حتّى يبذلوا أقصى جهودهم في الدفاع عن أعراضهم، وبعد أن وصل خبر استعداد قريش للقتال جمع الرسول عليه الصلاة والسلام أصحابه واستشارهم بأمر الخروج للقاء العدو أم البقاء في المدينة والاحتماء فيها، ولكن أصر الرجال الذين لم يشاركوا في بدر على الخروج للقتال فوافق الرسول عليه الصلاة والسلام على ذلك، وخرج المسلمون في ليلة الجمعة واستعدوا للقتال، وكان عددهم ألف مقاتل، وعين الرسول صلى الله عليه وسلم من يقوم بحراسة المدينة.

[٤] تولى الرسول عليه الصلاة والسلام قيادة جيش المسلمين، وكانت جيوش الكفار بقيادة خالد بن الوليد،

[٢] وبدأ القتال يوم السبت السابع من شوال، وكان في منتهى القوة والشراسة، وكان شعار المسلمين أمت أمت، في بداية المعركة كان الانتصار حليف المسلمين، حيث إنّهم أسقطوا أحد عشر قتيلًا من المشركين مقابل لا شيءٍ منهم، وهذا ما أدى إلى انهيار معنويات الكفار، بينما ارتفعت معنويات المسلمين إلى أقصى درجة، وبدأ المسلمون يسيطرون على الموقف وقاتلوا بقوة شديدة.

[٥] نهاية غزوة أحد بدأت الهزيمة واضحةً في جيش المشركين بالرغم من قلة عدد المسلمين، فبدأوا يفكرون في الهرب بشكلٍ جدي، فأخذوا بالتراجع إلى الوراء تدريجياً، ثمّ فروا باتجاه مكة تاركين النساء وراءهم،

[٥] وظن المسلمون أنّ المعركة انتهت فخالف بعضهم أوامر النبي عليه الصلاة والسلام وتخلوا عن أماكنهم؛ من أجل الحصول على الغنائم، ولكنّ خالد بن الوليد استغل هذه الفرصة وقام بتجديد القتال، فالتف حول المسلمين وأحاط بهم من الجهتين، فصار المسلمون يقاتلون بتخبط دون تنظيم، وبدأت أعداد الشهداء تتزايد، وقد شاع خبر استشهاد الرسول عليه الصلاة والسلام فاشتد القتال، وتمكن المشركون من الوصول إلى النبي صلى الله عليه وسلم فضربه أحدهم بحجر في وجهه أدى إلى كسر أنفه، وبهذا قلبت نتيجة المعركة رأساً على عقب وانتصر المشركون.

[٦] شهداء غزوة أحد استشهد عدد كبير من المسلمين يوم أحد كان من بينهم:

[٧] حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء عند الله في الجنة. مصعب بن عمير. سعد بن الربيع. عبد الله بن جحش. حنظلة بن أبي عامر.

كم عدد غزوات الرسول




                                  كم عدد غزوات الرسول

 اختلف أهل العلم في عدد الغزوات التي حصلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ حيث تراوح عددها بين التسع عشرة غزوة والثلاثين غزوة، وقد ثبت في صحيح البخاري أنّ زيد بن أرقم سُئِلَ عن عدد غزوات النبي صلى الله عليه وسلم: (كم غزا النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم من غزوة؟ قال: تسع عشرة، قيل: كم غزوت أنت معه؟ قال: سبع عشرة، قُلْت فأيهم كانت أول؟ قال: العشير أو العسيرة، فذكرت لقتادة فقال: العشيرة)،[٦] وقد ذكر قومٌ أنّ عدد غزوات النبي أكثر من ذلك؛ حيث ورد عن بعض علماء السِّيَر قولهم أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- غزا ما يقرب من خمسٍ وعشرين غزوةً، وفي رواية أنّ غزواته بلغت سبعاً وعشرين غزوةً، وقيل: بل بلغت غزواته تسعاً وعشرين.[٧] أما الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله فقد فسّر الروايات السابقة بطريقةٍ منطقية بأنَّ الذين ذكروا لها عدداً كبيراً كتسعةٍ وعشرين؛ إنما اعتبروا جميع الوقائع التي سبقت الغزوات الكبرى وقائع وغزوات منفردة، حتى إن كانت قريبةً من بعضها البعض من حيث الفترة الزّمنية، أمّا من أشار إلى أنَّ غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كان عددها أقلَّ فيرى أنّهم جمعوا كلَّ غزوتين متقاربتين في الفترة الزمنيّة فاعتبروهما غزوةً واحدة، مثل: غزوة الخندق، وغزوة بني قريظة، وغزوة حُنين، والطائف. أمّا السّرايا التي بعثها النّبي صلّى الله عليه وسلّم فقد كان عددها كبيراً جداً أكثر من عدد الغزوات، وقد اختلف أهل العلم في عددها أيضاً، فمنهم من يرى أنّها بلغت الأربعين سريَّة، ومنهم من عدّها سبعين أو أكثر، يقول ابن حجر: (وقرأت بخطّ مغلطاي أنّ مجموع الغزوات والسّرايا مائة).[٧] غزوات الرسول صلى الله عليه وسلم تفاصيل غزوات النبي صلى الله عليه وسلم كثيرةٌ جداً، والذي يريد التَّعمق فيها وتسليط الضوء على حيثياتها وتفاصيلها، فلا يكفيه لأجل ذلك كُتُب ومقالات، لذلك تُشير المقالة إلى أهم الغزوات والمعارك التي وقعت في عصر النبي صلى الله عليه وسلم ذكراً وإيراداً فقط، ومن أهم غزوات ومعارك الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما يلي:[٨] اسم الغزوة العام بالهجري ودان 2 هـ بواط 2 هـ غزوة سفوان أو غزوة بدر الأولى 2 هـ العشيرة 2 هـ بدر الكبرى 2 هـ بني سليم 2 هـ بني قينقاع 2 هـ السّويق 2 هـ ذي أمر وغطفان 3 هـ بحران 3 هـ أُحد 3 هـ حمراء الأسد 3 هـ بني النّضير 4 هـ بدر الأخيرة 4 هـ دومة الجندل 5 هـ الخندق 5 هـ بني قريظة 5 هـ بني المصطلق 5 هـ بني لحيان 6 هـ الحديبية 6 هـ ذات الرّقاع 7 هـ خيبر 7 هـ مؤتة 8 هـ الفتح الأعظم 8هـ حُنين 8 هـ الطائف 8 هـ تبوك 9 هـ أول غزوات الرسول تعتبَر غزوة بدرٍ الكبرى أول غزوة حقيقية حصلت بين المسلمين والمشركين، وجرى فيها قتالٌ حقيقيٌ بين الفريقين؛ حيثُ إنّ الصدام فيها كان مباشراً خلافاً لما كان يجري في غيرها من السرايا، وكانت هي الانطلاقة الأولى الحقيقية لبدء الغزوات الكبرى والاقتتال الحقيقي بين فسطاط الكفر وفسطاط الإيمان، ولم يكن المسلمون حين التعرض لقافلة قريش في طور التفكير في خوض معركةٍ أو حرب مع قريش، إنّما دُفِعُوا إليها دفعاً بعد قصة اعتراض قافلة قريش، وبعدما تعرضوا له من ظلمٍ وهضمٍ لحقوقهم، فأرادوا استرجاع بعض حقوقهم المنهوبة لا أكثر؛ إلّا أنّ نجاة القافلة وتغيير طريقها غيَّر مجرى الواقعة لتنتقل إلى معركةٍ حاسمة، وقد استندت تلك الواقعة على شعورٍ كبيرٍ لدى المسلمين بالظلم الذي أوقعه عليهم كفار قريش جسدياً ومنوياً ومادياً.[٤


كم نصيب الابن من الميراث




نصيب الابن من الميراث ذُكر فيما سبق أنّ الابن يرث من نصيب والده بعدّة أحوال، وذلك حسب من يشترك معه في إرث والده، وإن كان لوالده والدان يرثان مع أبنائه أم لا، مع أنَّ الابن من العصبات في جميع الحالات، ويُقصد بالتعصيب والعَصَبَة أنّه ليس له نصيبٌ مُحدّد كأصحاب الفروض، إنّما يأخذ نصيباً شائِعاً من تركة والده دون تحديد قدر ذلك النّصيب، فربما يكون ربع التّركة، أو نصفها، أو جميعها. يرجع تقدير حصَّة الابن لعدد الوَرضثة، وحالتهم، ودرجة قُربهم من المُتوفّى. بيان حالات ميراث الابن من تركة والده فيما يأتي:[٢] في حال كان مع الابن أخوة وأخوات ذكور وإناث: جرت هنا القاعدة التي جاء بيانها ذكرها في كتاب الله بقوله تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ)،[٣] فيأخذ الذكر ضِعْفَي حِصّة الأنثى اتّفاقاً. لتبيان ذلك عمليّاً يُمكن طرح المثال الآتي: مات محمد عن ابنين هما يزيد وزياد، وثلاث بنات هُنَّ كفاية ونهاية ومنتهى، يتمّ احتساب المسألة في هذه الحالة بإعطاء كل ذكرٍ حِصّتين وإعطاء كل بنتٍ حصة واحدة، فيأخذ يزيد سهمان ويأخذ زياد سهمان، وتأخذ كُلّ واحدة من منتهى وكفاية ونهاية سهماً واحداً فقط، ويكون رأس المسألة من سبعة أسهم: الرقم اسم الوارث عدد الأسهم 1 ورثة محمد رأس المسألة 7 أسهم 2 زياد ابن 2 3 يزيد ابن 2 4 كفاية بنت 1 5 نهاية بنت 1 6 منتهى بنت 1 في حال كان مع الابن زوجة المتوفى إن كان والده، أو زوج المُتوفّاة إن كانت أمه: إذا انفرد الابن بعد وفاة والده بوجود أمه -أي زوجة المتوفى- ولم يكن له وارثٌ سواهما، فإن الزوجة ترث ثُمن تركة زوجها، ويرجع الباقي جميعه للابن مهما بلغ. أمّا إذا كانت المُتوفّاة هي والدته وكان له أبٌ -زوج المتوفّاة- وليس للمُتوفّاة وارثٌ سواهما، فإن الزوج في هذه الحالة يأخذ رُبع التركة، ويرجع الباقي لابنه مهما بلغ، ويُمكن توضيح ذلك بالمثال الآتي: تُوفّي محمد وترك زوجته منال مع ابنها محمود وليس له وارثٌ سواهما، في هذه الحالة تأخذ الزوجة ثُمن التركة فرضاً، ويأخذ محمود الباقي تعصيباً، ويكون رأس المسألة من ثمانية أسهم. وللمسألة الأخرى: توفيت منال ولها من الورثة زوجها محمد وابنها محمود، في هذه الحالة يأخذ الزوج ربع التركة فرضاً، ويأخذ الابن محمود الباقي تعصيباً، ورأس المسألة من أربعة أسهم، وبيان المثال في الجدول المرفق: المتوفى الزوج رأس المسألة 8 المتوفاة الزوجة رأس المسألة 4 منال زوجة 1 محمد زوج 1 محمود ابن 7 محمود ابن 3 في حال كان مع الابن والد المُتوفّى ووالدته أو أحدهما: إذا كان للميت أبٌ وأم -جدّ وجدّة الابن- فإن الابن يرث معهما تعصيباً، وحيث إنّ الأب والأم لهما جزءٌ مُحدّدٌ من التركة، هو السدس، فإن الباقي يكون من حقّ الابن؛ فإن كان للميت أبوان أخذا ثلث التركة ويكون الباقي من نصيب الابن تعصيباً، وإن كان للميت أب أو أم أخذ الموجود منهما سدس التركة والباقي للابن تعصيباً، والمسألة الآتية توضِّح هذه الحالة: مات محمد عن أبٍ اسمه أحمد وأمٍ اسمها فاطمه وابنٍ اسمه حامد، في هذه الحالة يأخذ الأب سدس التركة فرضاً، وتأخذ الأم السدس الآخر فرضاً، ويعود الباقي على الابن تعصيباً؛ أي أربع أسداس التركة. لو مات محمد عن أب -أحمد- وابن -حامد-، في هذه المسألة يأخذ الأب سدس التركة فرضاً، ويأخذ الابن الباقي تعصيباً، ورأس المسألة في الحالتين من ستة أسهم، والجدول الآتي يُوضِّح ذلك: الوالدان على قيد الحياة رأس المسألة 6 أحد الوالدين حي رأس المسألة 6 أحمد والد 1 أحمد والد 1 فاطمه والدة 1 محمد ابن 5 محمد ابن 4 - - في حال كان الابن هو الوريث الوحيد لوالده: في هذه الحالة يرث الابن جميع تركة والده تعصيباً ما لم يكن لوالده وريثٌ غيره. الميراث في القرآن الكريم ورد ذكر أصحاب الفروض الذين لهم نصيبٌ مُحّددٌ، والعصبات الذين لهم نصيبٌ شائعٌ من تركة المُتوفّى في العديد من المواضع من كتاب الله، حيث لم يبقَ صاحب حقٍّ في الإرث والميراث إلا بيّنه كتاب الله عزّ وجل، ومن ذلك قول الله تعالى: (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أزواجكُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِنْ لَمْ يَكُنْ لَكُمْ وَلَدٌ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَإِنْ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ).[٤] وقوله تعالى: ﴿يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا﴾.[٥] بيّنت الآيتان السابقتان ميراث الزوج من تركة زوجته إذا لم يكن لها ولدٌ وهو نصف التركة، أمّا إن كان له ولدٌ فيكون نصيبه ربع التركة، أمّا الزّوجة فلها ربع تركة زوجها إن لم يكن لزوجها ولد حتى من غيرها من النساء، أمّا إن كان له ولدٌ فنصيبها ثمن التركة، كما بيَّنت الآيات أنّ نصيب الإخوة الذكور والإناث يتفاضلون في الميراث من أبيهم؛ فيأخذ الذّكر ضعف نصيب الأنثى، فإن لم يكن للميِّت وريثٌ ابنٌ ذكر وكان له بنت فتأخذ نصف تركته فرضاً، أمّا إن كانت الإناث أكثر من واحدة فيشتركن في ثُلثَيّ تركة والِدهنّ، والوالدان لهما سدس تركة ابنهما المُتوفّى إن كان له ولدٌ ذكر، فإن لم يكن له ولدٌ فتأخذ أمّه ثلث التركة ويأخذ أبوه السدس فرضاً، ثم يعود عليه الباقي تعصيباً.[٢] أركان الميراث جعل الفقهاء للميراث مجموعة أركان لا بدّ من توافرها في حالة الوفاة، وهي كما يأتي:[٦] المُوَرِّث: وهو الشخص المُتوفّى الذي ترك الإرث لورثته، ويكون وجود المورِّث حقيقةً بثبوت وفاته وعِلم الناس بها، أو حكماً بأن يحكم القاضي بموت من فقده أهله منذ مدّة حتى يأسوا من وجوده. الوارث: وهو من ينتقل له الإرث من مورِّثه، كالأب، والأم، والابن، والزوجة، والزوج، والأخ، والأخت وغيرهم. المَورُوث: وهو ما يتركه الميت من مالٍ وغيره. أسباب الميراث يُستحقُّ الميراث ويَثبت للوارث بعدّة طرق، منها ما يأتي: الزّواج: فإن المرأة ترث زوجها إذا تُوفّي وهي على ذمّته، كما أنّ الزوج يرث زوجته إذا تُوفّيت وهي زوجة له ما دام قد جرى عقد الزواج قبل الوفاة، ويجري التوارث بين الزوجين كذلك بوفاة أحدهما حال الطلاق ما دامت العدة لم تنقضي، فإذا حصل الطلاق وانقضت العدة ثم مات أحدهما لم يرثه الآخر.[٧] القرابة/ النّسب: ويُقصد بالقرابة هنا ما كان يدلي للميت بصلة قرابةٍ نسبيّة، كالابن، والأخ، والأب وما يوافقهم من النساء.[٨] ولاء العتق: ومعنى ولاء العتق أن يعتق مسلمٌ آخر، فيكون المُعتِق وريثاً للمعتوق؛ فإذا ما أعتق رجلٌ عبداً ثم مات ذلك العبد فإنّ عاتقه يرثه، وكأنه قد أصبح قريباً له بذلك، وقد شرع الإسلام التوارث للعتق من باب تجفيف منابع الرقّ ومنع سبله، ولفتح الباب وتشجيع المُحسنين على إعتاق العبيد، وإكرامهم على صنيعهم