About

الأربعاء، 17 يوليو 2019

فضل صيام يوم عرفة

يوم عرفة

يوم عرفة هو اليوم التَّاسع من شهر ذي الحجَّة، وعرفة هو اسمٌ للموقف المعروف الذي لا يتمُّ الحجُّ لحجَّاج بيت الله الحرام إلا بالوقوف عليه كأحد مناسك الحجِّ، وحدود عرفة من الجبل الذي يُشْرِف على (منطقة بطن عُرَنَةَ إلى الجبال المقابلة إلى ما يلي حوائط بني عامر).[٦]

في يوم عرفة يقف حجَّاج بيت الله الحرام بالوقوف بعرفة الذي يعدُّ ركناً من أركان الحجِّ باتِّفاق العلماء، وقد ثبتت ركنيَّة الوقوف بعرفة في السُّنَّة والإجماع، ففي السُّنَّة ما جاء من حديث رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في ما رواه عبد الرحمن الديلمي -رضي الله عنه- قال: (شَهِدْتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ بعَرفةَ وأتاهُ ناسٌ من نَجدٍ، فأمَروا رجلًا، فسألَهُ عنِ الحجِّ، فقالَ: الحجُّ عرفةُ، مَن جاءَ ليلةَ جمعٍ قبلَ صلاةِ الصُّبحِ فقد أدرَكَ حجة ، أيَّامُ منًى ثلاثةُ أيَّامٍ، مَن تعجَّلَ في يومينِ فلا إثمَ عليهِ، ومَن تأخَّرَ فلا عليهِ ، ثمَّ أردَفَ رجلًا ، فجعلَ يُنادي بِها في النَّاسِ)،[٧] وكذلك إجماع الأمة المنعقد على أنَّ الوقوف بعرفة ركنٌ من أركان الحجِّ، وأنَّ فواته يعني فوات الحجِّ، وأنَّ الإخلال بشرطٍ من شروطه (كالوقوف بعرفة) يعني فوات الحجِّ كذلك، وشروط الوقوف بعرفة المتَّفق عليها بين الفقهاء هي:[٥]
  • أن يكون الوقوف في حدود عرفة ومنطقته لا خارجها.
  • أن يكون الوقوف في الزَّمن الذي حدَّده الشَّرع؛ أي في اليوم التَّاسع من شهر ذي الحجة حتى طلوع فجر اليوم العاشر من شهر ذي الحجة.

فضل صيام يوم عرفة

إنَّ ليوم عرفة فضلٌ عظيمٌ دلَّت عليه نصوصٌ كثيرةٌ من السُّنَّة النَّبويَّة، فيوم عرفة كما روت أمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- هو أكثر الأيام التي يعتق الله تعالى فيها عباداً من النَّار، فقد جاء في الحديث الشَّريف: (ما من يومٍ أكثرَ من أن يُعتِقَ اللهُ فيهِ عبدًا من النارِ من يومِ عرفةَ، وإنَّهُ ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكةُ، فيقول: ما أراد هؤلاءِ؟).[٨]

أمَّا في ما يتعلق بصيام يوم عرفة، فقد ورد في فضله أنَّ الله تعالى يكفِّر عن صائمه ذنوب سنةٍ مضت وسنةٍ قادمة، فقد روي عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- أنَّه قال: (صيامُ يومِ عرفةَ، إنّي أَحتسبُ على اللهِ أن يُكفِّرَ السنةَ التي قبلَه والسنةَ التي بعده)،[٩]وتكفير الذنوب كما يقول العلماء متعلِّقٌ بالصَّغائر من الذُّنوب دون الكبائر؛ لما ورد في قوله تعالى: (إِإِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا ).[١٠]

وصيام يوم عرفة مستحبٌّ ومندوبٌ إليه بالنِّسبة لغير الحُجَّاج، أمَّا الحُجَّاج فقد اختلف جمهور العلماء بين كراهة صومهم لعرفة وتحريمهم له، فمن الأولى للحاجِّ أن ينشغل بالذكر والدعاء أثناء وقوفه بعرفة؛ لأنَّه إن صام ربَّما انشغل فكره في الطعام والشَّراب وتحضيره، فقد كُرِهَ أو تحريم صيام عرفة في حقِّ الحُجَّاج؛ ليتفرغوا للذكر والدعاء والعبادة في هذا الموطن والوقت المبارك

0 التعليقات:

إرسال تعليق