معركة الجمل حدثت هذه المعركة بين فريقين من المسلمين، وهما: فريق الخليفة، وفريق فيه السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والصحابيان طلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام رضي الله عنهما، وقد انتهت المعركة بمقتل ما يقارب سبعة عشر ألفاً من الفريقين، وانتصر فيها معسكر الإمام علي رضي الله عنه. سبب حدوث المعركة تعود جذور المشكلة إلى اليوم الذي استشهد فيه الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على يد جماعةٍ من الخارجين على الدولة، وقد أجمع كبار الصحابة بعدها على اختيار الصحابي الجليل علي ابن أبي طالب ليكون خليفةً للمسلمين، وقد كان رأي علي أن تجتمع كلمة المسلمين وتتوحّد بلادهم قبل أن يتّخذ القرار للاقتصاص من قتلة عثمان، لذلك فمبايعة الخليفة أهم بكثير من إيقاع القصاص بالقتلة، لأن البلاد لا تسير دون ولي للأمر يرعى المسلمين وحقوقهم. بينما رأى فريق آخر من المسلمين أنّه يجب الاقتصاص حالاً من قتلة عثمان، وقد تزعّم طلحة والزبير رضي الله عنهما إلى جانب السيدة عائشة معسكر من ينادون بالقصاص. بداية المعركة اتجهت الحشود التي قادها طلحة والزبير بن العوام والسيدة عائشة إلى البصرة لينزلوا فيها، وقد أقاموا فيها حتى سمع الإمام علي بمقدمهم، وقد حدثت مراسلات بين الفريقين كانت نتيجتها إتمام الصلح والاتفاق. فرح المسلمون بذلك فرحاً شديداً لحقنه دماء المسلمين، وقد اغتاظ لذلك أناس في الفريقين؛ حيث رؤوا في هذا الصلح إفساداً لمخططاتهم الرامية إلى إحداث فتنة في معسكر المسلمين، لذلك استفزّ عدد منهم الفريقين حتى ظنّ كل فريق أنّ الفريق الآخر قد نكث الصلح وغدر، وانتهت بانتصار معسكر الإمام علي واستشهاد طلحة والزبير رضي الله عنهما، ورحيل السيدة عائشة مكرهة من البصرة ورجوعها إلى المدينة المنورة.
0 التعليقات:
إرسال تعليق