اليتيم في القرآن الكريم جاءت آيات القرآن الكريم داعية إلى إكرام اليتيم بالقول الطيب والمعاملة الحسنة، ورفضت إيذاءه وقهره، فقهره سواء بالقول أو الفعل ليس من أخلاق المؤمنين، بل من أخلاق المكذبين، وقد ذُكر اليتيم وحقه في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعا، عدا ما في السنة من الأحاديث، وإنّ من أكثر الأمور التي تتكرر بين الناس وتؤذي اليتيم هي أكل ماله؛ لأنه صغير لا يقدر أن يدافع عن حقه، ولا يعرف كيف يحفظه، ولهذا فقد نهى القرآن عن العبث في ماله أكثر من مرة، فلا يجوز أخذ قرض أو التصرف في ماله إلا إذا كان هناك مصلحة لليتيم في ذلك، كزيادة تجارة اليتيم، أو للإنفاق عليه بالمعروف، أما الذين يتخوّضون في ماله فإن لهم عقوبة شديدة بيّنها الله في كتابه حين قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).
[١][٢] وقد بيّن الله في سورة النساء الحقوق والعلاقات والأحكام، وحق اليتيم في ماله هو أول حق جاء فيها، وإن دل على شيء فإنما يدل على رعاية الله لليتيم في كتابه، يقول الله في سورة النساء: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)،
[٣] وإن كان هناك رجل ينوي الزواج من يتيمة كان وصياً عليها، فقد يُقصّر في مهرها، ولا يعطيها مثل غيرها، وهذا منهي عنه، فإما أن يعطيها حقها كاملا، وإما أن يتزوج غيرها، وهناك كثير من اليتيمات تزوجت من وصيّها أو ابنه رغما عنها، فلم يعطوها حقها، وهذا استغلال لليتيمة، وفيه ظلم وإثم عظيم.
[٢] كيف يعامل اليتيم في الإسلام حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، فهو طفل فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتيم، وقد يفقد أبويه الاثنين، وعندها سيكون في أشد الحاجة والضرورة للرعاية، وهذا كله إذا فقدهما ولم يخلّفا ما يكفيه من المال، ولكن إن ترك له أبواه مالاً يقوم بحاله، فإنه لا يكون محلاً للصدقة، وإنما محلاً للعناية بماله والإحسان إليه حتى ينمو ماله، وهو محل العناية به من حيث تربيته وتعليمه وإرشاده وحفظه عن كل ما هو سيء، وقد جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات وهي المهلكات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).
[٤][٥] وعلى من كان عنده يتيم أو يتيمة أن يحسن ويعطف عليهما، وأن يحفظ مالهما عما لا ينبغي، وأن يعمل على تنميته، وقد أكّد القرآن الكريم على أنّ إكرام اليتيم سبيل للفوز بالجنة، وحذر من إهانته وإيذائه بأي نوع، واعتنى الإسلام باليتيم سواءً بالكتاب أو السنة، وقد ظهرت عناية القرآن باليتيم منذ نزوله إلى أن أتمّ الله دينه، فما أحوج اليتيم الذي فقد القلب الذي يحنو عليه إلى عناية من الله ووصية منه لحفظ نفسه وماله، ليصبح رجلاً يعمل بدون أن يكون عِبئاً على أمته.
[٦][٧] فضل كفالة اليتيم كفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع، وكفالته لا تكون فقط ماديا، ولكنها تعني القيام بشؤونه الأخرى من التربية والإرشاد وغيرها، وقد جعلها الشرع من الأدوية التي تعالج النفس البشرية، ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)،
[٨] وأعلى درجات الكفالة هي أن يضم الكافل اليتيم إلى أسرته، ويقوم باحتياجاته حتى يبلغ، لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وتكون كفالته أيضاً بالإنفاق عليه بدون ضمّه إلى الكافل، فكثير من أهل الخير يدفعون مبلغاً لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو غيرذلك، وهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى.
[٩] الرحمة باليتيم وجّهت إرادة الله -تعالى- أنظار المسلمين إلى فئات المجتمع الضعيفة التي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي إلا بدعم من جهات أخرى، وعلى رأس هذه الفئة الأيتام، فهم محتاجون للعطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية، فرسولنا هو من الأوائل الذين لمسوا آلام اليتيم، ومما يلفت النظر أن لفظ اليتيم ذُكر في القرآن الكريم ثلاثة وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف أمام هذه الفئة وتلبية احتياجاتها والمشاكل التي قد تواجهها، سواءً كانت معنوية أم مادية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن في شأن اليتيم، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسية كلها تدور حول: دفع المضار عن اليتيم، وجلب المصالح في ماله وفي نفسه وفي حال الزواج، والإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.
[١٠] الفرق بين كفالة الأيتام وتبنيهم هناك فروق عدّة بين التبني وكفالة اليتيم، أما التبني فهو أن يتخذ الرجل يتيماً فيجعله كأحد أبنائه، فيُدعى باسمه، ولا تحل له محارم ذلك الرجل، فأولاد من تبناه من الذكور والإناث هم إخوة لليتيم، وأخوات المتبني عماته وما شابه ذلك، وهذا من فعل الجاهلية الأولى، وقد حرم الله التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب، أما كفالة اليتيم فهي أن يجعل الرجل اليتيم في بيته أو أن يتكفل به في غير بيته دون أن ينسبه إليه، ودون أن يحرّم عليه الحلال أو أن يحل له الحرام، وهنا يكون الكفيل بصفة المنعم عليه بعد الله، ولكن يجب التنبيه على أن الأيتام متى بلغوا الحلم فالواجب فصلهم عن نساء الكافل وبناته، والمكفول قد تكون يتيمة وقد تكون جميلة تُشتهى قبل أن تبلغ، والواجب على الكافل هنا أن يراقب أبناءه من أن يقعوا بالمحرمات مع الأيتام، فحدوثه ممكن وقد يتسبب بالفساد الذي يصعب إصلاحه
[١][٢] وقد بيّن الله في سورة النساء الحقوق والعلاقات والأحكام، وحق اليتيم في ماله هو أول حق جاء فيها، وإن دل على شيء فإنما يدل على رعاية الله لليتيم في كتابه، يقول الله في سورة النساء: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)،
[٣] وإن كان هناك رجل ينوي الزواج من يتيمة كان وصياً عليها، فقد يُقصّر في مهرها، ولا يعطيها مثل غيرها، وهذا منهي عنه، فإما أن يعطيها حقها كاملا، وإما أن يتزوج غيرها، وهناك كثير من اليتيمات تزوجت من وصيّها أو ابنه رغما عنها، فلم يعطوها حقها، وهذا استغلال لليتيمة، وفيه ظلم وإثم عظيم.
[٢] كيف يعامل اليتيم في الإسلام حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، فهو طفل فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتيم، وقد يفقد أبويه الاثنين، وعندها سيكون في أشد الحاجة والضرورة للرعاية، وهذا كله إذا فقدهما ولم يخلّفا ما يكفيه من المال، ولكن إن ترك له أبواه مالاً يقوم بحاله، فإنه لا يكون محلاً للصدقة، وإنما محلاً للعناية بماله والإحسان إليه حتى ينمو ماله، وهو محل العناية به من حيث تربيته وتعليمه وإرشاده وحفظه عن كل ما هو سيء، وقد جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات وهي المهلكات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).
[٤][٥] وعلى من كان عنده يتيم أو يتيمة أن يحسن ويعطف عليهما، وأن يحفظ مالهما عما لا ينبغي، وأن يعمل على تنميته، وقد أكّد القرآن الكريم على أنّ إكرام اليتيم سبيل للفوز بالجنة، وحذر من إهانته وإيذائه بأي نوع، واعتنى الإسلام باليتيم سواءً بالكتاب أو السنة، وقد ظهرت عناية القرآن باليتيم منذ نزوله إلى أن أتمّ الله دينه، فما أحوج اليتيم الذي فقد القلب الذي يحنو عليه إلى عناية من الله ووصية منه لحفظ نفسه وماله، ليصبح رجلاً يعمل بدون أن يكون عِبئاً على أمته.
[٦][٧] فضل كفالة اليتيم كفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع، وكفالته لا تكون فقط ماديا، ولكنها تعني القيام بشؤونه الأخرى من التربية والإرشاد وغيرها، وقد جعلها الشرع من الأدوية التي تعالج النفس البشرية، ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)،
[٨] وأعلى درجات الكفالة هي أن يضم الكافل اليتيم إلى أسرته، ويقوم باحتياجاته حتى يبلغ، لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وتكون كفالته أيضاً بالإنفاق عليه بدون ضمّه إلى الكافل، فكثير من أهل الخير يدفعون مبلغاً لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو غيرذلك، وهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى.
[٩] الرحمة باليتيم وجّهت إرادة الله -تعالى- أنظار المسلمين إلى فئات المجتمع الضعيفة التي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي إلا بدعم من جهات أخرى، وعلى رأس هذه الفئة الأيتام، فهم محتاجون للعطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية، فرسولنا هو من الأوائل الذين لمسوا آلام اليتيم، ومما يلفت النظر أن لفظ اليتيم ذُكر في القرآن الكريم ثلاثة وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف أمام هذه الفئة وتلبية احتياجاتها والمشاكل التي قد تواجهها، سواءً كانت معنوية أم مادية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن في شأن اليتيم، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسية كلها تدور حول: دفع المضار عن اليتيم، وجلب المصالح في ماله وفي نفسه وفي حال الزواج، والإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.
[١٠] الفرق بين كفالة الأيتام وتبنيهم هناك فروق عدّة بين التبني وكفالة اليتيم، أما التبني فهو أن يتخذ الرجل يتيماً فيجعله كأحد أبنائه، فيُدعى باسمه، ولا تحل له محارم ذلك الرجل، فأولاد من تبناه من الذكور والإناث هم إخوة لليتيم، وأخوات المتبني عماته وما شابه ذلك، وهذا من فعل الجاهلية الأولى، وقد حرم الله التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب، أما كفالة اليتيم فهي أن يجعل الرجل اليتيم في بيته أو أن يتكفل به في غير بيته دون أن ينسبه إليه، ودون أن يحرّم عليه الحلال أو أن يحل له الحرام، وهنا يكون الكفيل بصفة المنعم عليه بعد الله، ولكن يجب التنبيه على أن الأيتام متى بلغوا الحلم فالواجب فصلهم عن نساء الكافل وبناته، والمكفول قد تكون يتيمة وقد تكون جميلة تُشتهى قبل أن تبلغ، والواجب على الكافل هنا أن يراقب أبناءه من أن يقعوا بالمحرمات مع الأيتام، فحدوثه ممكن وقد يتسبب بالفساد الذي يصعب إصلاحه
0 التعليقات:
إرسال تعليق