About

الجمعة، 12 يوليو 2019

ما حكم الخيانة الزوجية


الخيانة الزوجيّة                                      
   
   
 
من المشاكل التي تعرض للعديد من الأزواج ذكوراً وإناثاً في العصر الحديث والعصور الماضية؛
 ما يُعرف بالخيانة الزوجة، التي تعني خيانة أحد الزوجين لزوجه الآخر بطريقةٍ من الطرق المؤدّية إلى الخيانة، وتختلف الخيانة باختلاف أسبابها وأشكالها؛ فتبدأ بالكلمة ثمّ النظرة ثمّ الميل العاطفي، ولا تنتهي بالوقوع بالفاحشة التي هي الزنا، بل ربّما تتطور لأبعد من ذلك، ويختلف مفهوم الخيانة من شخصٍ لآخر باختلاف نظرته إليها، وتعتبر الخيانة الزوجيّة من الأمور التي حذَّر الإسلام منها بجميع أشكالها وأنواعها وتفاصيلها، أمّا الحكم الشرعي لها فيختلف باختلاف درجة الخيانة وصورتها، وفي ما يأتي تعريفٌ بالمقصود بالخيانة الزوجيّة، وصورها، وحكمها بناءً على تلك الصور، ثمّ العروج إلى أسباب الخيانة الزوجيّة، وصولاً إلى الطريقة العلاجيّة التي من خلالها يمكن تفادي أسباب الوقوع في الخيانة الزوجية. المقصود بالخيانة الزوجيّة تُعرّف الخيانة بمجموعةٍ من التعريفات اللغويّة والاصطلاحيّة بناءً على المراد منها؛ وبناءً على موضعها وسياق استعمالها،

وفيما يأتي بيان المراد بالخيانة الزوجيّة 

في اللغة وفي الاصطلاح الفقهي: معنى الخيانة الزوجيّة لغةً: الخيانة هي مصدر خان يخون خوناً فهو خائنٌ، والمفعول به: مَخون، وتدور معاني الخيانة حول عدّة أمورٍ؛ كخيانة العهد، ونقض الميثاق، وخيانة الثقة ونقضها وإفسادها، ومنه قولهم: خانته عيناه؛ أي أنّه نظر بهما نظرة اختلاسٍ فيها ريبةٌ أو نظر بهما نظرةً يُشكُّ بالمراد منها، وخيانة الأمانة؛ أيّ نقضها وعدم صيانتها، والخيانة الزوجيّة: نقض عهد الرابطة الزوجيّة من قبل أحد الزوجين أو كليهما وعدم المحافظة عليه.
[١] 
الخيانة الزوجيّة اصطلاحاً: أن يقيم أحد الزوجين -الرَّجل أو المرأة- أو كلاهما، علاقةً مُحرَّمةً مع شخصٍ آخرٍ غير زوجه، يُخفيها عن زوجه، ولا تكون تلك العلاقة ممّا أباحه الشرع من التعاملات بين الجنسين؛ كأن يتزوَّج الرجل بأخرى بطريقةٍ شرعيّةٍ فذلك لا يُعتبر من الخيانة الزوجية، ومن أشكال الخيانة؛ المواعدة والنظر المحرّم والوقوع في الفاحشة وغير ذلك.
[٢] 
حُكم الخيانة الزوجيّة لا شكَّ أنَّ الخيانة بشكلٍ عامٍّ تعتبر من الأمور المحرّمة التي نهى عنها الإسلام، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)،
[٣] 
فقد أضاف الله سبحانه وتعالى في هذه الآية الخيانة إلى الكفر، وجعل الخائن كفوراً؛ أي شديد الكفر، فإذا وقعت الخيانة التي تكون بين الزوجين؛ أي من الزوج لزوجته أو من الزوجة لزوجها، وقد تمَّ بينهما إجراء عقد الزواج الشرعيّ الذي وصفه الله بأنّه ميثاقٌ غليظٌ، فإنّ الخيانة تكون أعظم إثماً وأشدَّ حُرمةٌ، وأكثر تأثيراً وأعمق من حيث الآثار المجتمعيّة والأخلاقيّة، والخيانة في غيرهما كذلك محرّمةٌ كخيانة المواثيق والعهود وغير ذلك، وفيما يأتي بيان الحكم الشرعي للخيانة الزجيّة:
[٤]
 تختلف درجة الخيانة الزوجيّة باختلاف الفعل والنظرة إليها في المجتمع، فمثلاً ربّما يُعتبر أيُّ تصرفٍ يقوم به أحد الزوجين دون علم الآخر وفي الخفاء عنه خيانةً له، ولكنّ ذلك لا يدخل في باب الحُرمة أو الكراهة أو الحِلّ؛ لكونه لم يرتكب ما يُعاقب عليه شرعاً أو قانوناً، ولم يقم بفعلٍ منهيٍ عنه شرعاً، فلا تكون خيانته من الأفعال المحرّمة، ولكنّه في نظر الآخر يعتبر خائناً لفعله ما يسوءه. إذا بلغ حدُّ الخيانة أن يرتكب أحد الزوجين جريمة الزِّنا أو ما يجري مجراه من الأفعال المُحرَّمة؛ كأن يُقيم أحد الزوجين مع شخصٍ غريبٍ عنه علاقة حبٍّ، وتبادلا خلالها الأفعال المحرّمة حتى لو لم يصل الأمر بينهما للزنا والوقوع في الفاحشة، فإنّ ذلك يُعتبر ممّا نهى عنه الإسلام وحرَّمه وحذَّر من الوصول إليه، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الزنا أو اقتراف ما يؤدي له أو فعل شيءٍ ممّا يدور حوله؛ كالنظر والحديث والمواعدة والملاطفة بين الطرفين وغير ذلك، قال تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا ۖ إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
[٥]
 إذا فعل أحد الزوجين أمراً مباحاً يخالف ما يُحبُّه زوجه الآخر ولا يُرضيه، فإنّ ذلك لا يُعتبر خيانةً؛ كأن يتزوج الرَّجل بزوجةٍ أخرى غير زوجته، فقد أباحت الشريعة الإسلاميّة تعدد الزوجات وجعلته مشروعاً، ولكنًّ المطلوب في هذه الحالة من الزوج أن يعدل بين زوجتيه، وأن يؤدي حقوقهما وأن يكون بينهما عادلاً حكيماً. أسباب الخيانة الزوجيّة ودرجاتها إنّ للخيانة الزوجيّة عدّة أسبابٍ موصلةٍ إليها، ومن بين الأسباب التي تؤدّي إليها ما يأتي:[٢] عدم توافق الزوجين من الناحيتين الفكرية والاجتماعية، وعدم اهتمام أحد الزوجين بالطرف الآخر، ممّا يؤدي إلى لجوء الآخر إلى الخيانة؛ لإشباع حاجته. اختلاف النشأة الاجتماعية لكلٍّ من الرجل والمرأة؛ فنشوء أحدهما في مجتمعٍ مدني ونشوء الآخر في مجتمع منغلقٍ، يؤدي إلى حدوث فجوةٍ بينهما، ممّا يعزّز حدوث الخيانة بينهما. اختلاف العادات والتقاليد التي تربى عليها كلٌّ منهما، فذلك أيضاً يؤدي للوقوع في الخيانة. الروتين بين الزوجين أثناء العلاقة الزوجية، وعدم اللجوء إلى النقاش والحوار وأخذ رأي كلٍّ منهما للآخر، فذلك يدفع إلى الوقوع في الخيانة الزوجيّة؛ بسبب حاجة أحدهما إلى التغيير والتنويع، وتعطّشه لذلك، فإن لم يجده مع زوجه لجأ إلى الحرام. عدم الاستقرار والراحة النفسيّة للخائن. فقدان التَّفاهم والحب والاحترام المتبادل والثقة بين الزوجين. عدم وجود قواسم مشتركةٍ بين الزوجين في الهوايات والمشاعر والأحاسيس؛ ممّا يجعله يبحث عنها في غير زوجه


0 التعليقات:

إرسال تعليق