- آداب تلاوة القرآن الطهارة والسواك يستحب على من أراد أن يقرأ القرآن أن يستاك، وأن يتطهر، وذلك لما فيه من معاني التعظيم للكتاب الله، حيث إنّ الملائكة تدنو من العبد عند قراءته للقرآن، ويجوز للعبد أن يقرأ القرآن ممّا يحفظ من غير طهارة، ولكن لا يجب عليه أن لا يمس القرآن، ويحرم على الجُنب والحائض قراءته، إلا في حالات الضرورة، كالتعليم، أو خوف النسيان، ولكن يشترط وجود حائل كالقفازين، أو ما شابه، وتجدر الإشارة إلى أنّه يجوز التيمم في حالات عدم وجود الماء لقراءة القرآن. الإخلاص يتوجب على العبد عند قراءته للقرآن أن يبتغي وجه الله في ذلك، وأن يخلص نيته لله، وقد أخبرنا الرسول صلّى الله عليه وسلّم عن العباد اللذين تسعر بهم النار يوم القيامة، وهم ثلاث، ومن بينهم قارئ القرآن الذي لم يخلص نيته لله عزّ وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (أنَّ اللَّهَ تبارَك وتعالى إذا كانَ يومُ القيامةِ ينزلُ إلى العبادِ ليقضيَ بينَهم وَكلُّ أمَّةٍ جاثيةٌ فأوَّلُ من يدعو بِه رجلٌ جمعَ القرآنَ ورجلٌ يقتَتِلُ في سبيلِ اللهِ ورجلٌ كثيرُ المالِ فيقولُ اللَّهُ للقارئِ ألم أعلِّمْكَ ما أنزلتُ علَى رسولي قالَ بلى يا ربِّ قالَ فماذا عملتَ فيما عُلِّمتَ قالَ كنتُ أقومُ بِه آناءَ اللَّيلِ وآناءَ النَّهارِ فيقولُ اللَّهُ لَه كذَبتَ وتقولُ الملائِكةُ كذَبتَ ويقولُ له اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ قارئٌ فقد قيلَ ذلكَ ويؤتى بصاحبِ المالِ فيقولُ اللَّهُ ألم أوسِّعْ عليكَ حتَّى لم أدعْكَ تحتاجُ إلى أحدٍ قالَ بلى يا ربِّ قالَ فماذا عمِلتَ فيما آتيتُك قالَ كنتُ أصلُ الرَّحمَ وأتصدَّقُ فيقولُ اللَّهُ لَه كذَبتَ وتقولُ الملائِكةُ لَه كذَبتَ ويقولُ اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ جَوادٌ وقد قيلَ ذلكَ ويُؤتى بالَّذي قُتلَ في سبيلِ اللهِ فيقولُ اللَّهُ لَه في ماذا قُتلتَ فيقولُ أُمِرتُ بالجِهادِ في سبيلِك فقاتلتُ حتَّى قُتلتُ فيقولُ اللَّهُ لَه كذبتَ وتقولُ لَه الملائِكةُ كذبتَ ويقولُ اللَّهُ بل أردتَ أن يقالَ فلانٌ جريءٌ فقد قيلَ ذلكَ ثمَّ ضربَ رسولُ اللهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ علَى رُكبتي فقالَ يا أبا هريرةَ أولئِك الثَّلاثةُ أوَّلُ خلقِ اللهِ تُسعَّرُ بِهمُ النَّارُ يومَ القيامةِ) [صحيح الترمذي]. القراءة في مكان ملائم تكره قراءة القرآن في مكان مستقذر، حيث يستحب اختيار مكان نظيف، ويعتبر المسجد من أفضل الأماكن لقراءته، ومن المستحبّ التوجّه إلى القِبلة عند قراءته. الاستعاذة والبسملة يفضل قبل البدء في قراءة القرآن الكريم الاستعاذة من الشيطان الرجيم، بأحد الصيغ الواردة (أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)، وذلك لقوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [النحل: 98]، وتستحب الاستعاذة بصوت عالٍ عند وجود أشخاص آخرين، وذلك لأنها تعتبر إشعاراً ببدء القراءة، حتى يستمع الآخرون للقراءة من بدايتها، ثمّ يجب عليه أن يقرأ البسملة بقوله: بسم الله الرحمن، وأن يحرص على قراءتها في جميع السور ما عدا سورة براءة. حضور القلب والخشوع والتدبر للمقروء يستحبّ عند قراءة القرآن أن يكون العبد خاشعاً، وجالساً بسكينة ووقار، ويجوز له أن يقرأ واقفاً أو مستلقياً، ومن المستحبّ عند قراءته أن يتأمل العبد آيات الوعيد والتهديد والمواثيق والوعود، ويجب ان يتأمّل مواضع تقصيره في حق الله عزّ وجل، وأن يبكي على ذلك، وإن لم يحضره بكاء أو حزن فعليه أن يبكي على ذلك، لأنه من أعظم المصائب، حيث ذمّ الله من يستمع أو يقرأ القرآن ولا يخشع له قلبه، وذلك في قوله تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ، وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ) [النجم: 59-60]. الترتيل ومراعاة تطبيق أحكام التجويد يفضّل لقارئ القرآن، أن يقرأه بترتيل، وذلك لما فيه من تفكير، وتدبر، ولما فيه من تأثير عظيم في القلب، وذلك لقوله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) [المزمل: 4]، حيث إن قراءة جزء بشكل مرتل، وبتطبيق أحكام التجويد أفضل من قراءة جزئين دون ترتيل. السجود عند آيات السجود يستحبّ للعبد عند قراءة القرآن أن يسجد سجود التلاوة، وذلك كلما مرّ بسجدة سواء في الصلاة أو غيرها، حيث يوجد في القرآن الكريم خمسة عشر سجدة، حيث أن ذلك يغيظ الشيطان، وذلك لقوله "صلى الله عليه وسلم": (إذا قرأ ابنُ آدمَ السجدةَ فسجد، اعتزل الشيطانُ يبكي. يقول: يا وَيْلَهْ أُمِرَ ابنُ آدمَ بالسجود فسجد فله الجنَّةُ. وأُمِرتُ بالسجود فأَبَيْتُ فلي النارُ) [رواه مسلم]. الدعاء عند التلاوة يستحب للعبد عند قراءته للقرآن الكريم، أن يسأل الله من فضله ورحمته، عندما يقرأ آيات تتعلق برحمة الله، وأن يستعيذ من العذاب عندما يقرأ آيات التهديد والوعيد، وذلك بقوله: اللهم إني أسألتك المعافة من كل مكروه، أو نحوها، أما إذا قرأ آيات تنزّه الله عزّ وجل، نزهه بقوله: تبارك الله، أو سبحان الله، أو جلت عظمة الله.
0 التعليقات:
إرسال تعليق