About

This is default featured slide 1 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 2 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 3 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 4 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

This is default featured slide 5 title

Go to Blogger edit html and find these sentences.Now replace these sentences with your own descriptions.

الأربعاء، 17 يوليو 2019

طريقة تقسيم الورث


الميراث والتّركة في الإسلام إنّ التفقُّه في موضوع الميراث من الأمور المهمّة؛ فقد يكون المرء وريثاً يسعى إلى تحصيل ما يستحقه من مال مُورّثه، ويسعى إلى معرفة كم يبلغ نصيبه وكيف يتم تقسيم الإرث شرعاً، وقد فصَّل الإسلام في موضوع الميراث وكيفية تقسيمه أيّما تفصيل، وبيَّن للناس أصحاب الحقوق الثابتة من أصحاب الحقوق المتغيّرة بتغير عدد الوَرَثة ممّن لا يستحقون الورثة، وذلك وفق نظامٍ حسابيٍّ دقيقٍ، ولعلم الميراث في الإسلام قيمةٌ عميقة، فقد وزَّع المال على الوَرَثة بعدالةٍ مُنقطِعة النظير؛ بعد النظر إلى حال كلِّ وريثٍ ومدى استحقاقه للورثة أو عدم استحقاقه لها، وفي هذه المقالة سيتمّ بيان كيفية تقسيم الميراث الشرعيّ لمُستحقّيه، مع عرض بعض المسائل العملية لذلك. الميراث والورثة تعريفٌ وبيان يرجع أصل كلمة ميرَاث في اللُّغة إلى وَرِثَ، وجمعها مواريث، والميراث هو ما يتركه الميت خلفه من أثاثٍ وعقاراتٍ وأموال، ويُسمّى كلّ هذا تَرِكَة الْمَيتِ، وأورثَه يُورثه إيراثًا: أي جعله من ضمن وَرَثَته الأصليّين؛ بأن جعل له شيئاً من الميراث في الوصيّة، وورّثه دون غيره: أي لم يُعطِ أحداً من الميراث سواه ولم يدخل معه فيه أحد، وأورَثَه شيئاً: أي نقله إليه حتّى اكتسبه منه، فيُقال: أورثه خُلُقاً؛ أي نقل إليه خُلُقه الحَسَن، وأكسبه إيّاه. ويُسمّى ما يتعلَّق بالتركة من حيث التقسيم والتوزيع الشرعيّ بعِلْم المواريث أو عِلْمُ الفَرَائِضِ، وهو: علمٌ يعرِف به ورَثة الميت ما يستحقُّون من ميراثه، ومن لا يستحقّ منهم شيئاً، وموانع الميراث، وكيفيَّة تقسيمه بين الورَثة، والوارث: إحدى صفات الله سبحانه وتعالى؛ فهو الذي يَرِثُ الخلائقَ ويرث الأرض وما عليها، وهو الباقي فيبقى بعد فناء جميع الخلق، والميراث كذلك يعني المُلك، قال تعالى: (... وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ...)؛[١] أي أنّهما ملكه.[٢] كيفيّة تقسيم الميراث طريقة تقسيم الميراث نظريّاً حتّى يعرف المسلم كيفيّة تقسيم الإرث؛ فإنّه ينبغي عليه أن يُلمَّ بالطريقة النظريّة لتقسيمه، وذلك بمعرفة من يستحق الإرث ومن لا يستحقه، والمقدار المحدد لكل واحدٍ من أصحاب الحقوق الثابتة -أصحاب الفروض- ومن يأخذ باقي التركة، وما هي الحالات التي يُحرَم فيها بعض الورثة وأسباب ذلك، وهذه النقاط طويلةٌ يصعب إيرادها وتفصيلها جميعها؛ لذلك سيتمُّ عرض أهمّ الأمور التي تتعلق بباب الميراث، وهي معرفة من هم الورثة والمقدار المُحدّد لكلٍّ منهم، وهم في ذلك يُقسَمون إلى أصحاب فروض، وعصبات، وذوي أرحام، وبيان ذلك فيما يأتي:[٣] أصحاب الفروض: أصحاب الفروض عشرة فقط‏، وهم: الزوج: له حالتان لا ثالث لهما، هما ربع التركة إن كان لزوجته أبناء أو أبناء أبناء، ونصفها إن لم يكن لها أحدهم. الزوجة: سواءً تعدّدت الزوجات أو كانت الزوجة منفردةً؛ فنصيب الزّوجة الثُّمن بوجود الأبناء أو أبناء الأبناء، والرُّبع مع عدم وجودهم. الأب: له ثلاثة أحوال‏، هي السُّدس فقط بوجود الابن أو ابن الابن للمُتوفّى؛ شرط أن يكون ذلك الابن ذكراً، فإن لم يكن له فرعٌ وارثٌ مذكّر وكانت له بنات فيأخذ الأب السُّدس مع باقي التركة، ويُسمّى الباقي تعصيباً أو عصبةً، أمّا الحالة الثالثة فهي العصبة فقط إن لم يكن له فرعٌ وراثٌ مذكّرٌ أو مؤنَّث، فتأخذ الأمّ ثُلث التركة ويأخذ الأب الباقي تعصيباً. الأم: لها ثلاثة أحوال، هي: الثُّلث مع عدم وجود وارثٍ ولد أو ابن ابن، أو إن اشترك معها في تركة الميت اثنان من إخوته أو أخواته، وإن كان إخوة الميت أكثر من اثنين أو كان للميت ولدٌ فتأخذ السُّدس، أمّا الفرض الثالث فهو ثُلث الباقي بعد إخراج فرض أحد الزَّوجين، وهي ما يُسمّى بالمسألة العُمريّة. الجدّ: يأخذ الجدّ ما يأخذه الأب في الأحوال الثلاثة السابقة، إلا أنّ الأب يحجبه إن كان ذلك الجد هو أبوه، وله حالة رابعةٌ يشترك فيها مع الإخوة من الأب أو من الأبوين؛ حيث إنّ الأب يحجب أبناءه من الميراث، أمّا جدهم فلا يحجبهم لقربهم من الميت، فإن قلَّ نصيبه في ذلك عن الثُّلث أخذ الثُّلث، وأُعطِي الباقي للإخوة. الجدة: للجدّة فرضٌ واحدٌ فقط وهو السُّدس لا تزيد عنه بحال، وتُحجَب بالأمّ إن كانت ابنتها، وبالأب إن كان ابنها. الابنة: لها ثلاثة أحوال، هي العصبة مع إخوتها إن كان لها إخوة ذكور، فيأخذ الذكر مثل حظّ الأُنثيَين، وتأخذ النصف إذا انفردت فلم يكن لها إخوة أو أخوات، فإن كُنَّ أختَين أو ثلاثاً أو أكثروليس لهن أخٌ ذكر؛ فيشتركن بالثُلثين. بنت الابن: الحال في بنات الابن كحال البنات، إلا أنّهن يأخذن السُّدس تكملة الثُّلثين مع البنت إن لم يكن بينهنّ ذكر. الأخت الشقيقة أو لأب أو لأم: للأخت الشقيقة -الأخت لأبوين- نصف التركة إن لم يكن للميت فرعٌ وارث، فإن كنَّ اثنتين فأكثر فلهن الثُّلثان، فإن كان بينهنّ ذكر فيتشاركون التركة فيما بينهم؛ للذكر مثل حظ الأنثيين، ولها مع البنت الصلبيّة السدس تكملة الثلثين، وكذلك الحال في الأخوات لأب إذا انفردن فلم يكن بينهن وارثٌ مذكر. الأخ والأخت لأم: يأخذ الأخ لأم أو الأخت لأم سُدس التركة إذا انفرد، ويشتركان بالسُّدسين إذا كانا اثنين، فإن زادوا على ذلك اشتركوا في الثُّلث. العصبات: من ليس له فرضٌ مُقدّرٌ من أصول الميت يُسمّى عصبةً، كما أنّ أصحاب الفروض ربما ينتقل بعضهم إلى العصبة بوجود وارثٍ آخر، والتعصيب يعني الاشتراك في باقي التركة، فتأخذ البنات العصبة مع الأولاد ويكون للذّكر مثل حظ الأنثيين، وكذلك الحال في الإخوة والأخوات الأشقّاء والشقيقات، والإخوة والأخوات لأب، ويأخذ الأب عصبةً إن لم يكن للميت فرعٌ وارثٌ مذكر، والأصل في العصبة الترتيب؛ فيأخذها أقرب الناس إلى الميت، وهم على النحو الآتي: بنوة -أي الأبناء، أبوة (الآباء)، أخوة (الإخوة)، عمومة (الأعمام). ذوو الأرحام: مَن ليسوا بأصحاب فروض ولا عصبات، يرثون عند عدم وجود أصحاب الفروض والعصبات، وهم: أولاد البنات، وأولاد الأخوات، وبنات الإخوة، وبنو الإخوة من الأم، والعمّات، والعمّ من الأم، والأخوال، والخالات، وأب الأم، والجدة الرحمية. طريقة تقسيم الميراث عمليّاً بناءً على التفصيل السابق في أصحاب الفروض والعصبات وذوي الأرحام يتمُّ تقسيم المسائل الإرثيّة، وفيما يأتي مثالان عمليّان على تقسيم المسائل الإرثيّة، وهي على النحو الآتي: مات رجلٌ عن زوجة وثلاثة أبناء وابنة واحدة، فما نصيب كلّ واحدٍ منهم؟[٤] صفة الوارث نصيبه الشرعّي التقسيم الإرثيّ زوجة الثمن 8/1 ابن عصبة يشترك مع الإخوة في الباقي (7) ابن عصبة يشترك مع الإخوة في الباقي (7) ابن عصبة يشترك مع الإخوة في الباقي (7) ابنة عصبة بالإخوة تشترك مع الإخوة في الباقي (7) المجموع 8 يأخذ كلّ ابن سهمان، وتأخذ الابنة سهماً واحداً، والمجموع (7) توفي رجل عن زوجة وابنة، وأخوين شقيقين وأختين شقيقتين، فما نصيب كلّ منهم؟[٥] عدد أسهُم أصحاب الفروض الأعلى هو ثمانية، ومع تصحيح المسألة لتتّسع لجميع الورثة، يُصبح ستّة عشر سهماً (8*2=16): صفة الوارث نصيبه الشرعيّ رأس المسألة-أصل المسألة زوجة الثّمن سهمان ابنة النّصف 8 أسهم أخ شقيق عصبة الباقي موزّع على الإخوة بالسوية وهو 6، فيكون نصيب الأخ سهمين أخ شقيق عصبة الباقي موزّع على الإخوة بالسوية وهو 6، فيكون نصيب الأخ سهمين أخت شقيقة عصبة الباقي موزّع على الإخوة بالسوية وهو 6، فيكون نصيب الأخت سهماً أخت شقيقة عصبة الباقي موزّع على الإخوة بالسوية وهو 6، فيكون نصيب الأخت سهماً


كيف عالج الإسلام الفقر




الفقر حارب الإسلام الفقر باستخدامِ وسائلَ عديدة؛ وذلك لِما له من آثارٍ سلبيّةٍ على المُجتمع في جميع نواحي الحياة، وقد قدَّم حلولاً ناجحةً للتخلّص من مُشكلة الفقر؛ حيثُ دعا المُسلم إلى العمل واعتبره عبادةً يتقرَّب من خلالها إلى الله سبحانه وتعالى، كما وضَّحت الشريعة للمسلمين أنّ حل مُشكلة الفقر يبدأ من الفرد ثم يندرج حتى يَعمَّ المجتمع، فالفرد بذاته يجب عليه السعي في كسبِ قوته والاستعفاف عَمّا في أيدي الناس، فإن سعى وَلم يَستطع بلوغ الكفاية له ولعياله، أو لَم يجد عملاً يُغنيه عن الناس هنا يأتي دور المُجتمع؛ حيث أوجب الإسلام على المسلمين عبادات ماليّة لمن كان هذا حالهم، فالغنيّ مُطالبٌ بإخراج جزءٍ من ماله لفُقراء الدولة ضمن شروطٍ مُعيّنة، حتى يَصل الفُقراء إلى حَدِّ الاكتِفاء. كيف عالج الإسلام مشكلة الفقر تدرَّج القرآن الكريم والسُنّة النبويّةُ المُطهّرة في طرح حلول الفقر في المجتمع المُسلم بشكلٍ خاص، وفي المُجتمعات بشكلٍ عام، وفي الآتي مجموعةٌ من الإجراءات العمليّة التي اعتمَدها الإسلامُ لحَلِّ مُشكلة الفقر والتخلّص منها: الحث على العمل أشارَت العديد من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية إلى أهميّة العَمل وضرورته للمُسلم، وأنه لا ينبغي عليه أن يَقعُدَ عن السّعي مهما كانت الأسباب، ومن تلك النصوص: العمل في النصوص القرآنية قوله تعالى: (فإذا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ)،

[١] فقد أذن الله سبحانه وتعالى في هذه الآية لعباده بالسعي عقب صلاة الجمعة بهدف توفير القوت لهم ولِعيالهم، وتحصيل الربح من خلال البيع والشراء والتجارة عموماً، وغير ذلك من الوَسائل المتاحة لكل مجتمعٍ.

[٢] قوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ)؛

[٣] حسب نصِّ الآية ينبغي على المُسلم أن يسعى في طلب الرزق وتحصيله بالعمل وعدم الركون للراحة، وقد مهّد الله - سبحانه وتعالى - الأرض للناس لتلك الغاية؛ لذا يجب عليهم استغلال ذلك في تحقيق الاكتِفاء من خلال العمل والكدّ بما أوتوا من طاقةٍ لأجل ذلك.

[٤] قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلَاقِيهِ)،

[٥] فالإنسان في أصل نشأته جُبل على طلب الرزق والكدِّ لأجل ذلك باتّباع كل الوسائل والطرق، وفي الآية الكريمة يُبيّن الله سبحانه وتعالى أنّ أثر هذا التعب والكد في تأمين المُسلم لقوت عياله سيَنعكس عليه في الدنيا والآخرة إن أحسن استِغلال ذلك.

[٦] قول الله - سبحانه وتعالى: (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً)،

[٧] فقد جعل الله سبحانه وتعالى جميع ما في الحياة الدنيا مُيسّراً للإنسان لتحصيل قوته وتأمينه، حتى إنّ السُّفن في البحر سُخّرت لنقل الناس من مكان إقامتهم إلى عوالم أخرى لم يكونوا بالغيها إلا بكدِّ الأنفس، فجاءت الفلك تيسيراً لتنقّلهم لغايات الوصول إلى أرزاقهم في شتّى أصقاع الأرض بشكلٍ يسير، لذا وجب عليهم استغلالُ جميع الوسائل المتاحة لذلك.

[٦] العمل في الأحاديث النبويّة إنّ الناظر في السنة النبوية يَجد فيها العديد من النصوص التي دعت إلى العمل والحثِّ عليه ونبذ الراحة، وطلبُ الرزق والسعي له، وفي الآتي بعضُ الأحاديث التي أشارت إلى أهميّة العمل في علاج وحلِّ مشكلة الفقر:

[٦] عن المقدام بن معد يكرب عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:(ما أَكَلَ أَحَدٌ طعامًا قطُّ، خيرًا من أن يأكلَ من عملِ يدِه، وإنَّ نبيَّ اللهِ داودَ عليهِ السلامُ كان يأكلُ من عملِ يدِه)؛

[٨]فالحديث يُشير إلى أهميّة العَمل ودَوره في عِلاج مُشكلة الفقر، وأنّه ما أكل المسلم طعاماً قط خيراً له ممّا كسبته يده، وأن الأنبياء الذين هم خيرُ أهل الأرض لم يَعمدوا للجلوس والراحة بل عملوا وأكلوا ممّا جَنته أيديهم بما أتيح لهم. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: وَأَنْتَ؟ فَقَالَ نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ)؛ هذا الحديث يُشير إلى أنّ الأنبياء قد عملوا وسعوا في تحصيل الرزق مع أنّ الله تكفَّل بتأمين أرزاقهم، حتى إنّ نبينا محمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لأهل مكة مقابل مبلغٍ يسير. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ)،

[٩] وهذا الحديثُ هو أبلغُ ما جَاء في هذا الباب في وصف مُشكلة الفقر وإيجاد الحلول لها؛ حيث إنّ الإسلام لَم يرضَ للفقراء الركون إلى ما يأتيهم من الناس كصَدقات أو هبات، بل جَعل أفضل ما يأكله المُسلم ممّا يَجنيه من عمله بيده، ووَصف مَن يَسأل الناس ويَطلب منهم المال والقوت بأنه يأتي يوم القيامة وقد تساقَطَ لحم وجهه من كثرة استعطافِ الناس وسؤالهم. الزّكاة الزّكاة هي حصّة مُقدَّرة من المال أوجبها الله -سبحانه وتعالى- لمُستحقّيها الذين جاء ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية‏.

[١٠]‏ جاءت الزكاة سَبيلاً ثانياً في حلِّ مشكلة الفقر بعد العمل؛ حيث ألزَم القرآن الكريم المُسلمين بإخراج زكاة أموالهم للفقراء والمُحتاجين حتى يُطهِّر قلوبهم ويُذهب عنهم السيّئات، ويغفر لهم الزلات، قال تعالى:‏ ‏(‏خُذْ مِنْ أَمْوالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِها وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَالله سَمِيعٌ عَلِيمٌ)‏،

[١١]‏ كما روى عبد الله بن عبّاس -رضي الله عنهما- أنّ النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- قال لمعاذ حين أرسله إلى اليمن‏:‏ ‏(‏إنّك تأتي قومًا أهلَ كِتابٍ، فادعُهُم إلى شَهادةِ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وأنّي رسولُ اللهِ، فإنْ هُم أطاعوكَ لذلكَ، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترضَ عليهِمْ خمسَ صَلَواتٍ في كلِّ يومٍ وليلةٍ، فإنْ هُم أطاعوكَ لذلكَ، فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افترضَ عليهم صدقةً في أموالِهِمْ؛ تُؤخَذُ من أغنيائِهم، وتُرَدُّ على فُقَرائِهِم، فإنْ هُم أطاعوك لذلك فإيّاك وكرائِمَ أموالِهم، واتَّقِ دعوةَ المظلومِ، فإنّها ليس بينها وبين اللهِ حجابٌ).

[١٢] الصدقة صدقة التطوع اصطلاحاً هي ما يُعطى للفَقير والمُحتاج من المتصدِّق ابتغاء مرضاة الله والوصول إلى الأجر والثواب في الآخرة، دون انتظار مكرمةٍ في الدنيا، وقيل هي: ما يُخرجه المرء من خالص ما يملك قربةً لله - سبحانه وتعالى - وحده.

[١٣] كان للصدقة بالغ الأثر في حلِّ مشكلة الفقر بعد الاعتماد على العمل والزكاة، ويتمثل ذلك في الآتي:

[١٤] الصدقةُ سبيلٌ لحلّ ومعالجة مشكلة الفقر وانتزاعها من جذورها من خلال تمثُّل الغنيّ لحال الفقير واستشعاره به، ممّا يُعين الفقير على قضاء حوائجه وسداد ديونه. تدلُّ الصدقة على التكافل الاجتماعي؛ فبها تنكسر جَميعُ الحواجز بين الغنيّ والفقير، وتختفي مظاهر الحسد والحقد في طبقة الفقراء للأغنياء الناتج عن تقتير الأغنياء في النفقة واقتصارها على أنفسهم، ويُعزّز ذلك قيمة المسؤوليّة لدى الفقير فيضطرّه للسعي والعمل بدلاً من سؤال الناس.


كيف يمكن للتربية الإسلامية أن تسهم في تنمية القيم الروحية


حفظ الدين إنّ من بين مقاصد الشّريعة الإسلاميّة وغاياتها حفظ الدّين، وإن حفظ دين الإنسان في إحدى وسائله يكون بتربية الإنسان منذ الصّغر على قيم هذا الدّين وأخلاقيّاته، ولا شكّ بأنّ التّربية في الصّغر تكون ناجحةً مؤثّرة لذلك ندب الله سبحانه وتعالى عباده لأن يدعوا بالرّحمة لآبائهم لأنّهم حرصوا على تربيتهم وهم صغارًا، قال تعالى (وقل ربّ ارحمهما كما ربّياني صغيرا). دور التربية الإسلاميّة في تنمية القيم الروحيّة إنّ التربية الإسلاميّة تقوم على منهجٍ واضح يعتمد على فكرة ترسيخ القيم النّبيلة والأخلاق الكريمة في نفوس النّاس ليرتقي هذا المنهج بنفوس النّاس وأرواحهم فيباهي الله بهم ملائكته فيرفع درجاتهم ويحسن خاتمتهم ومآلهم، وإنّ منهج الشّريعة الإسلاميّة في تربية النّاس من أجل تعزيز قيمهم الرّوحيّة يكون في جوانب متعدّده نذكر منها: قيمة التّوكل على الله تعالى في أمور المسلم كلّها، فقد وصف الله عباده المتّقين بقوله تعالى (وعلى ربّهم يتوكّلون )، كما دعا النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى حسن التّوكل على الله تعالى في رزق الإنسان وسعيه وأحواله كلّها، ففي الحديث الشّريف لو توكّلتم على الله حسن توكله لرزقكم كما يرزق الطّير تغدو خماصًا وتروح بطانًا)، وإنّ تربية الإسلام للمسلمين على التّوكل لا تعني أن يتكلّم الإنسان على النّاس في حياته، أو يتّكل في عمله وسائر شأنه بل يعقلها ثمّ يتوكّل على ربّه سبحانه . الإخلاص في العمل؛ فالتّربية الإسلاميّة تسعى إلى تعزيز قيمة الإخلاص في العمل لدى المسلم سواء مع ربّه سبحانه أو مع العباد، قال تعالى (وادعوه مخلصين له الدّين )، وفي الحديث الشّريف عن النّبي عليه الصّلاة والسّلام (إنّ الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه)، ولا يتقن العمل سوى إنسان مخلص مع الله والعباد . قيمة رد الجميل والشّكر على الصّنيع الحسن مع الناس، وهذا جزءٌ من الإحسان؛ فالتّربية الإسلاميّة تعمل على تعزيز هذه القيمة من خلال حثّ المسلمين على الإحسان في علاقتهم بربّهم في قوله تعالى ( وأحسن كما أحسن الله إليك )، كذلك أن يشكر المسلم الناس على صنيعهم بقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام لا يشكر الله من لا يشكر النّاس. قيمة الصّبر وتحمّل الأذى والتّجمل؛ فالتّربية الإسلاميّة تعزّز جانب الصّبر في حياة المسلم، فالمسلم الذي يخالط النّاس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يخالط النّاس ولا يصبر على أذاهم، وكذلك فقد رتّب الله سبحانه على من يلتزم صفة الصّبر جزاءً كبيرًا، قال تعالى (إنّما يوفى الصّابرون أجرهم بغير حساب


من هم حور العين


مقدمة تُطلقُ لفظة الحوراء كوصف للمرأة إذا اشتدَّ بياض عينيها وسواده بطريقة تبين مدى التباين ما بين الألوان على أشدِّ حالته؛ ليظهر منه بريقاً جميلاً تميل النفوس إليه؛ ليأسرها ويقبض على أنفاسها وهي نشوانه تبتسم من داخلها! ويزيد الوصف جمالا على جمال إذا ما قيل أنّها عِينٌ (بكسر الأول ومد اللين): بمعنى متسعة العينين؛ لتجتمع بذلك أجمل صفات العيون: بأنّ تكون شديدة بياض وسواد العينين، مع اتساع فيهما، وفي ذلك حكمة لبيان سحر الجمال، فكما يقال :"والضد يظهر حسنه الضد". جمال الحور العين هنَّ نساءُ خالدات أنشأهنَّ الله عز وجل لعباده في الجنة على وصف لم تراه أعينهم، ولم تسمع به آذانهم، ولم يخطر على قلوبهم من قبل ومن بعد حتى الساعة، وقد جاء ذكر وصفها بالكتاب والسنة من باب المقاربة للوصف، أمّا حقيقة وصفها فلا يدركه العقل البشري، فهو فوق تصوره وإدراكه، فّوُصِفت بوصائف عدَّة من خلفها وأمامها، نذكر منها ما جاء عليه الدليل الصحيح من غير إستطراد وإلا لطال المقام: مُطَهَّرةٌ ومَقْصُوَرةٌ: وهو طهر ونقاء عام شامل من كل ما يسوء الجوهر والمظهر والظاهر والبطن ، فهي طاهرة السريرة والعلانية، ولايشوبها شائبة، ولا يعتريها شي ممّا يسوء نساء الدنيا، فلسانها طاهر عن قول ما لا يليق، فلا يجلب الهم والغم، بل هو سعادة وراحة ومتعة، وهي طاهرة الطرف مقصورة على زوجها لا تنظر إلا له، ولا ترنو لغيره أو تتمناه؛ فهي مُخْلَصَةٌ له، وفرجها طاهر من كل أذى؛ فهي لا يصيبها ما يصيب نساء الدنيا من حيض ونفاس وغيره. أبكار: وهي التي لم تُمَسْ بكارتها، وقد جاء بالأثر أنها تعود بكراً بعد كل جماع، كما في ذلك إشارة لعدم تعلقها من قبل بأحد غير زوجها. أتراب: ويقصد به تقارب عُمُرِهِنَّ؛ ليضفي بذلك على كمال عمر الجمال جمالا يكون في عز تألقه وثباته، فلا تأكل السنون منه، ولا تدق له شيئاً. كواعب: هو وصف للمرأة أول بلوغها، وزهرة جمالها ببروز ثدييها بطريقة جميلة واستدراة كاملة كاستدراة حبات الرمان، فلا ظهرها يلحق ثديها، ولا صدرها يلحق بطنها، يقوم ذلك بحركة توافقية تبلغ غاية الكمال في محاسن الجمال. لؤلؤ وياقوت ومرجان: وصف عام للصفاء والبياض والنقاء لجلد يثير حُبُكَ النشوة والشهوة بأعلى قوتها؛ ليصبو نحوها من يراها فاقداً كل إرادة للممانعة، فهي التي يُرى مُخُ سُوْقِهَا من وراء اللحم، فبياض الجلد لؤلؤ، واللحم ياقوت تحته، والساق مرجان يُرى من خلف الياقوت، فلله در تلك الصورة كم ترنوا القلوب إليها.


كيف يعامل اليتيم في الإسلام

اليتيم في القرآن الكريم جاءت آيات القرآن الكريم داعية إلى إكرام اليتيم بالقول الطيب والمعاملة الحسنة، ورفضت إيذاءه وقهره، فقهره سواء بالقول أو الفعل ليس من أخلاق المؤمنين، بل من أخلاق المكذبين، وقد ذُكر اليتيم وحقه في القرآن الكريم في ثلاثة وعشرين موضعا، عدا ما في السنة من الأحاديث، وإنّ من أكثر الأمور التي تتكرر بين الناس وتؤذي اليتيم هي أكل ماله؛ لأنه صغير لا يقدر أن يدافع عن حقه، ولا يعرف كيف يحفظه، ولهذا فقد نهى القرآن عن العبث في ماله أكثر من مرة، فلا يجوز أخذ قرض أو التصرف في ماله إلا إذا كان هناك مصلحة لليتيم في ذلك، كزيادة تجارة اليتيم، أو للإنفاق عليه بالمعروف، أما الذين يتخوّضون في ماله فإن لهم عقوبة شديدة بيّنها الله في كتابه حين قال: (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَىٰ ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا ۖ وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا).

[١][٢] وقد بيّن الله في سورة النساء الحقوق والعلاقات والأحكام، وحق اليتيم في ماله هو أول حق جاء فيها، وإن دل على شيء فإنما يدل على رعاية الله لليتيم في كتابه، يقول الله في سورة النساء: (وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ ۖ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ ۖ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا)،

[٣] وإن كان هناك رجل ينوي الزواج من يتيمة كان وصياً عليها، فقد يُقصّر في مهرها، ولا يعطيها مثل غيرها، وهذا منهي عنه، فإما أن يعطيها حقها كاملا، وإما أن يتزوج غيرها، وهناك كثير من اليتيمات تزوجت من وصيّها أو ابنه رغما عنها، فلم يعطوها حقها، وهذا استغلال لليتيمة، وفيه ظلم وإثم عظيم.

[٢] كيف يعامل اليتيم في الإسلام حث الإسلام على الإحسان إلى اليتيم، فهو طفل فقد أباه وهو صغير لم يبلغ الحلم، فإذا بلغ الحلم زال عنه وصف اليتيم، وقد يفقد أبويه الاثنين، وعندها سيكون في أشد الحاجة والضرورة للرعاية، وهذا كله إذا فقدهما ولم يخلّفا ما يكفيه من المال، ولكن إن ترك له أبواه مالاً يقوم بحاله، فإنه لا يكون محلاً للصدقة، وإنما محلاً للعناية بماله والإحسان إليه حتى ينمو ماله، وهو محل العناية به من حيث تربيته وتعليمه وإرشاده وحفظه عن كل ما هو سيء، وقد جعل الإسلام أكل مال اليتيم من السبع الموبقات وهي المهلكات، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ).

[٤][٥] وعلى من كان عنده يتيم أو يتيمة أن يحسن ويعطف عليهما، وأن يحفظ مالهما عما لا ينبغي، وأن يعمل على تنميته، وقد أكّد القرآن الكريم على أنّ إكرام اليتيم سبيل للفوز بالجنة، وحذر من إهانته وإيذائه بأي نوع، واعتنى الإسلام باليتيم سواءً بالكتاب أو السنة، وقد ظهرت عناية القرآن باليتيم منذ نزوله إلى أن أتمّ الله دينه، فما أحوج اليتيم الذي فقد القلب الذي يحنو عليه إلى عناية من الله ووصية منه لحفظ نفسه وماله، ليصبح رجلاً يعمل بدون أن يكون عِبئاً على أمته.

[٦][٧] فضل كفالة اليتيم كفالة اليتيم من الأمور التي حث عليها الشرع، وكفالته لا تكون فقط ماديا، ولكنها تعني القيام بشؤونه الأخرى من التربية والإرشاد وغيرها، وقد جعلها الشرع من الأدوية التي تعالج النفس البشرية، ووردت أحاديث كثيرة في فضل كفالة اليتيم، قال الرسول عليه الصلاة والسلام: (أَنا وَكافلُ اليتيمِ في الجنَّةِ هَكَذا وأشارَ بالسبَّابةِ والوُسطَى وفرَّجَ بينَهُما)،

[٨] وأعلى درجات الكفالة هي أن يضم الكافل اليتيم إلى أسرته، ويقوم باحتياجاته حتى يبلغ، لأنه لا يتم بعد الاحتلام والبلوغ، وتكون كفالته أيضاً بالإنفاق عليه بدون ضمّه إلى الكافل، فكثير من أهل الخير يدفعون مبلغاً لكفالة يتيم يعيش في جمعية خيرية أو يعيش مع أمه أو غيرذلك، وهذه الكفالة أدنى درجة من الأولى.

[٩] الرحمة باليتيم وجّهت إرادة الله -تعالى- أنظار المسلمين إلى فئات المجتمع الضعيفة التي لا تقوى على القيام بدورها الطبيعي إلا بدعم من جهات أخرى، وعلى رأس هذه الفئة الأيتام، فهم محتاجون للعطف والحنان والمساعدة المادية والإنسانية، فرسولنا هو من الأوائل الذين لمسوا آلام اليتيم، ومما يلفت النظر أن لفظ اليتيم ذُكر في القرآن الكريم ثلاثة وعشرين مرة، وفي ذلك إشارة واضحة للمسلمين للانتباه والوقوف أمام هذه الفئة وتلبية احتياجاتها والمشاكل التي قد تواجهها، سواءً كانت معنوية أم مادية أم غير ذلك، وبالنظر في نصوص القرآن في شأن اليتيم، فإنه يمكن تصنيفها إلى خمسة أقسام رئيسية كلها تدور حول: دفع المضار عن اليتيم، وجلب المصالح في ماله وفي نفسه وفي حال الزواج، والإحسان إليه ومراعاة الجانب النفسي لديه.

[١٠] الفرق بين كفالة الأيتام وتبنيهم هناك فروق عدّة بين التبني وكفالة اليتيم، أما التبني فهو أن يتخذ الرجل يتيماً فيجعله كأحد أبنائه، فيُدعى باسمه، ولا تحل له محارم ذلك الرجل، فأولاد من تبناه من الذكور والإناث هم إخوة لليتيم، وأخوات المتبني عماته وما شابه ذلك، وهذا من فعل الجاهلية الأولى، وقد حرم الله التبني لأن فيه تضييعاً للأنساب، أما كفالة اليتيم فهي أن يجعل الرجل اليتيم في بيته أو أن يتكفل به في غير بيته دون أن ينسبه إليه، ودون أن يحرّم عليه الحلال أو أن يحل له الحرام، وهنا يكون الكفيل بصفة المنعم عليه بعد الله، ولكن يجب التنبيه على أن الأيتام متى بلغوا الحلم فالواجب فصلهم عن نساء الكافل وبناته، والمكفول قد تكون يتيمة وقد تكون جميلة تُشتهى قبل أن تبلغ، والواجب على الكافل هنا أن يراقب أبناءه من أن يقعوا بالمحرمات مع الأيتام، فحدوثه ممكن وقد يتسبب بالفساد الذي يصعب إصلاحه

إحسان الظن بالناس

إحسان الظن بالناس دعا الإسلام المسلم إلى إحسان الظن بالناس جميعاً، حيث إنَّ المطَّلع الوحيد على البواطن هو الله سبحانه وتعالى فقط، وهو يتولى السرائر ويُحيط بها، ولإحسان الظن بالناس منزلة عالية في الإسلام لما له من نشر التحابب بين الناس، ودفع العدواة والبغضاء فيما بينهم، كما أنّ إحسان الظن بالناس من الأخلاق النبيلة التي لا يتَّصف بها إلا مؤمنٌ معلوم الإيمان، فماذا يعني إحسان الظن بالناس، وكيف يصل المسلم إلى درجة إحسان الظن بالناس وعدم الشك بهم؟ معنى إحسان الظنّ الظنّ في اللغة: يأتي الظنّ في اللغة بمعنى الاعتقاد الراجح الذي يحتمل وجود نقيضٍ له، كما يَرِد الظن بمعنيين في اليقين هما الشكّ واليقين، فربما يرد الظن ويُقصد به التَّيقن والتحقق من الشيء، وربما يرد بمعنى الشك، ويُشير إلى ذلك موضع الظن في الجملة.

[١] حسن الظن اصطلاحاً: حُسن الظن يَرِد بعدة معانٍ، فإحسان الظن بحقِّ الله يعني: أن يعلم المسلم أنّ الله إنّما يبتليه إذا ابتلاه لحكمةٍ عنده، وأنّه سبحانه وتعالى لم يُرد بابتلائه له إهلاكه أو تعذيبه أو إيذاءه، إنّما ابتلاه كما ابتلى غيره من الخلق؛ ليمتحنه ويمتحنهم جميعاً كما اقتضت حكمته جلَّ وعلا، كما اقتضت مشيئته وسنته في خلقه، وليعلم الله المؤمن الصابر الراضي بما يصيبه من البلاء ممن يجزع ويكفر، ولكي يسمعه يدعوه ويرجوه ويضرع إليه أن يكشف ما أصابه من البلاء، ويلجأ إليه بالدعاء في جوف الليل.

[٢] كما يرد إحسان الظنُّ في الاصطلاح على غير الله ويأتي بمعنى: أن يُرجِّح الإنسان ويُغلِّب جانب الخير على جانب الشر لجميع من يُقابله من الناس فلا يضمر ويتوقع منهم إلا الخير، ولا يضمر لهم إلا الخير.

[٣] أهمية إحسان الظن بالناس يحتلُّ حُسن الظن بالناس أهميةً مميزةً في الإسلام، لذلك حثّ عليه الإسلام ودعا له في العديد من الآيات والأحاديث النبوية، ونذكر من أهميته ما يلي:[٣] يؤدي حسن الظن إلى سلامة الصدر من الأحقاد والأضغان، ويدعو إلى حب الناس وتدعيم روابط المحبة والألفة بين أفراد المجتمعات المسلمة، وقد ورد حثُّ النبي صلى الله عليه وسلم على حُسن الظن من خلال قوله: (إيَّاكم والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أَكْذبُ الحديثِ ولا تحسَّسوا، ولا تجسَّسوا، ولا تَنافسوا، ولا تحاسَدوا، ولا تباغَضوا، ولا تدابَروا، وَكونوا عبادَ اللَّهِ إخوانًا).

[٤] إذا تمثَّل المجتمع المسلم خلق حسن الظن بالناس حتى يصبح ظاهرةً عامةً فيه، فإنّ أعداء المسلمين سيعجزون عن النيل منهم، وستفشل كل محاولاتهم لذلك، حيث إنّ القلوب التي يكون أساسها مبنياً على إحسان الظن ببعضها تكون متآلفةً صافية، ولا يستطيع أحدٌ الولوج إليها وتعكير صفوها، كما أنّ مثل تلك المجتمعات تصبح أبعد ما يكون عن المنكرات. الظن السيئ يؤدي بصاحبه للمهالك ويورده الموارد الصعبة التي توصله إلى غضب الله وسخطه بعد أن يتتبع عورات الناس ويبحث عن زلاتهم وسقطاتهم. يزرع سوء الظن التنازع بين المسلمين، ويقطع عنهم حبال الأخوة والمودة، وقد حذَّر الله سبحانه وتعالى من الظن وسوئه في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).

[٥] كما روى البوصيري من حديث أبي هريرة رضى الله عنه قال: (حسنُ الظنِّ مِن حسنِ العبادةِ)،

[٦] فهذا الحديث يُظهر أنّ حسن الظن يرجع إلى ما يحوي قلب المؤمن من العبادة، فهو ترجمةٌ فعلية لها على أرض الواقع. كيفية إحسان الظن بالناس ينبغي على المسلم حتى يصل إلى مرتبة إحسان الظن بالناس أن يقوم ببعض الأمور والوسائل المعينة على ذلك، ويسعى إليها بالعمل لا بالقول، فإنّ الإيمان يؤخذ بالأفعال لا بالأقوال، ومن بين الأمور المعينة على بلوغ درجة إحسان الظن بالناس ما يلي:

[٧] أن يُنزل المسلم نفسه منزلة الخير، ويسعى لذلك بكلّه، ويتوجه إليه بأفعاله وأقواله ومعاملاته. أن يحمل المسلم ما يسمعه من الكلام الصادر عن جميع الناس على أحسن المحامل وأفضلها، فلا يعتقد أو يظن في كلامهم شراً، ولا ينظر إلى أقوالهم وتصرفاتهم نظرة ريبةٍ وشك. التماس العذر للناس خصوصاً الأقارب والأصدقاء والمعارف، قال ابن سيرين رحمه الله: (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذراً، فإن لم تجد فقل: لعل له عذراً لا أعرفه). عدم الحكم على النوايا حيث إنّ النوايا لا يعلم حقيقتها إلا الله، فعَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ يُحَدِّثُ، قَالَ: (بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحُرَقَةِ مِن جُهَيْنَةَ قَالَ: فَصَبَّحْنَاهُمْ، فَقَاتَلْنَاهُمْ، فَكَانَ مِنْهُمْ رَجُلٌ: إِذَا أَقْبَلَ الْقَوْمُ كَانَ مِنْ أَشَدِّهِمْ عَلَيْنَا وَإِذَا أَدْبَرُوا كَانَ حَامِيَتَهُمْ، قَالَ: فَغَشِيتُهُ، أَنَا وَرَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، قَالَ: فَلَمَّا غَشِينَاهُ، قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَكَفَّ عَنْهُ الأَنْصَارِيُّ، وَقَتَلْتُهُ، فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا أُسَامَةُ أَقَتَلْتَهُ بَعْدَ مَا قَالَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا كَانَ مُتَعَوِّذًا مِنَ الْقَتْلِ، فَكَرَّرَهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ أَسْلَمْتُ إِلاَّ يَوْمَئِذٍ).

[٨] أن يستحضر المسلم في قلبه وعقله آفات ومصائب سوء الظن بالناس وعدم تزكية نفسه بالشك بهم، قال سفيان بن حسين: (ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي، وقال: أغزوتَ الرومَ؟ قلت: لا، قال: فالسِّند والهند والترك؟ قلت: لا، قال: أفَتسلَم منك الروم والسِّند والهند والترك، ولم يسلَمْ منك أخوك المسلم؟! قال: فلَم أعُد بعدها

التوبة إلى الله من الكبائر

التوبة إلى الله من الكبائر يقبل الله تعالى التوبة من عباده ما لم يغرغروا، كما أنّه يفرح بتوبتهم وندمهم على ما صدر منهم، ولذلم فسيئات التائب تتبدّل إلى حسناتٍ، وذلك لا يكون إلّا بالتوبة الصحيحة من العبد التي تتمثّل بالندم على المعصية، مع الإقلاع عنها، والعزم على عدم العودة والرجوع إليها، وبذلك تنجلي السيئات والذنوب التي سبقت التوبة، فالله تعالى يقبل توبة العبد ولو كانت من أعظم الذنوب وأقبحها وأكبرها، حتى إنّ الله تعالى يقبل توبة عبده من الكفر والشرك، إلّا أنّ العبد لا بد أن يثق بوعد الله سبحانه، فالله لا يخلف وعده، ويرّجح عفو الله وصفحه عن العبد، ويجدر بالتائب من الذنب الاستمرار على الأعمال الصالحة، والتقرّب إلى الله تعالى بالدعاء، والمحافظة على أداء الفرائض من العبادات، مع الإكثار من النوافل، والحرص على الصحبة الصالحة التي تأخذ بالتائب إلى رضا الله تعالى، مع الحرص على البعد عن الأسباب التي تؤدي بالعبد إلى الوقوع في الفواحش.

[١] تعريف التوبة تعرّف التوبة بأنّها الاعتراف بالذنب، وممّا يؤيد ذلك ما كان من قول النبي -عليه الصلاة والسلام- لعائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك، حيث قال: (فإنّ العبد إذا اعترف ثمّ تاب تاب الله عليه)، وتعرّف أيضاً بأنّها ترك الذنوب بأرقى صور الاعتذار، والتوبة تدلّ على كمال الإيمان، وحُسن الإسلام، ووبها ينال العبد مرتبة المتقين، ويمنع من الوقوع في سبل وخطى الشيطان.

[٢] شروط التوبة يشترط في التوبة أن تكون قبل الغرغرة؛ أي قبل حشرجة الروح في الصدر بدنو الأجل، ويشترط فيها أيضاً أن تكون قبل طلوع الشمس من مغربها، وأن تكون قبل تحقّق العذاب من الله تعالى لأهل المعاصي، فالأمم التي نالت عذابها من الله تعالى انقطعت التوبة عنهم برؤية العذاب